الاربعاء 05-01-2022
مصطفى مايتي الدولية للاعلام
وقع وزير الشؤون الخارجة والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الأربعاء 05 يناير 2022، على اتفاقية خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق بين المملكة والصين، وهي عبارة عن مجموعة من الخطوط البحرية والسكك الحديدية التي تربط بين الصين والبلدان المنضمة لهذه المبادرة. تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل ثمانية أعوام تحت مسمى حزام واحد، طريق واحد، إلى تعزيز فرص التعاون الجديدة بين الصين والدول الـ140 المنضمة إليها، كما تقوم هذه الأخيرة على مبدأ الحوار والشراكة والتعلم المتبادل. إحياء طريق الحرير في 2013، أطلق الرئيس الصيني مشروع حزام واحد، طريق واحد، الذي يحيل على طريق الحرير الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام. وأضحى ذلك المشروع يعرف بــ الحزام والطريق ، الذي يؤشر على استراتيجية طموحة ترمي إلى ربط الصين بآسيا وأوروبا وإفريقيا بواسطة بنيات تحتية جديدة. ويفترض أن تترجم تلك المبادرة إلى مجموعة من مشاريع البنيات التحتية الموجهة لتعزيز العلاقات التجارية للصين في آسيا وأوروبا وإفريقيا، وذلك عبر حزام بري يربط الصين بأوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحرية تتيح للعملاق الصيني الوصول إلى إفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي. وقد التحقت حوالي 65 دولة، تمثل 60 في المائة من الساكنة العالمية وحوالي ثلت الناتج الإجمالي المحلي بالمبادرة، التي تواكبها استثمارات صينية مهمة. أكثر من 80 مشروعا ومنذ انطلاقها، كان المغرب أول بلد مغاربي ومن بين البلدان الإفريقية الأولى، التي تنظم إلى مبادرة الحزام والطريق، وذلك من خلال التوقيع، سنة 2017، على مذكرة تفاهم تسمح للمملكة بإقامة عدة شراكات في قطاعات واعدة مثل البنية التحتية، والصناعات المتطورة والتكنولوجيا. وإدراكا منها لموقعها الجيوستراتيجي، قررت السلطات الصينية منح المغرب صفة الدولة المحورية في إطار مبادرة الحزام والطريق. ومكنت مبادرة الحزام والطريق من تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية مع الصين، وجعلت من المغرب وجهة مميزة للاستثمارات الصينية في إفريقيا بأكثر من 80 مشروعا رئيسيا في جميع أنحاء البلاد. وعلى غرار المغرب، أعربت عدة دول إفريقية عن استعدادها للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الجديدة، بالنظر لكون إفريقيا محطة أساسية في طريق الحرير البحري القديم. وعلى هامش منتدى الحزام والطريق، تم التوقيع، في أبريل 2019 ببكين، على مذكرة تفاهم لإنجاز وتطوير مدينة محمد السادس طنجة تيك، بين مؤسسة تهيئة طنجة تيك (سات)، والمقاولة الصينية تشاينا كومنكيشن كونستركشن كومباني ليمتيد انترناشنل (سي سي سي سي)، وفرعها تشاينا رود أند بريدج كوربورايشن (سي ار بي). وتمثل مبادرة الحزام والطريق إطارا مثاليا لتقوية وتوطيد العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1958، شهدت العلاقات المغربية الصينية دينامية إيجابية، وأصبحت نموذجا للتعاون الصيني العربي والصيني الإفريقي القائم على المنفعة المتبادلة. وعرفت العلاقات المغربية الصينية دينامية جديدة، بعد زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لبكين في ماي 2016، والتي تم خلالها توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين. وعقب الزيارة الملكية، تم التوقيع يومي 11 و12 ماي 2016 على إعلان مشترك بخصوص الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى 32 اتفاقية، ومذكرة تفاهم في عدة مجالات، كالمجال الاقتصادي، والمالي، والصناعي، والقضائي، والثقافي، والسياحي، والطاقي، والبنيات التحتية والشؤون القنصلية. شراكة متميزة في الصحة والتلقيح تميزت العلاقات المغربية الصينية، أيضا، بالحفاظ على تعاون قوي ومتعدد الأبعاد، والذي تجلى في فترة جائحة كوفيد-19، من خلال الشراكة المتميزة في مجال الصحة والتلقيح، وتوجت بالتوقيع، في يوليوز 2021، على مذكرة تعاون بشأن اللقاح المضاد لكوفيد-19، بين المغرب والمجموعة الصيدلية الوطنية للصين سينوفارم&quo ، والتي تم توقيعها من طرف، وزير الصحة، خالد آيت الطالب، ورئيس مجموعة سينوفارم، ليو جينغ تشن. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة المغربية بين المغرب وشركة ريسيفارم، والتي تم توقيعها من طرف وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، ورئيس المجلس الإداري لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، والرئيس المدير العام لشركة ريسيفارم، مارك فانك، وممثل المجموعة المهنية لبنوك المغرب، عثمان بن جلون. وتوجت هذه الشراكة أيضا بالتوقيع، في الفترة ذاتها، على عقد وضع رهن إشارة المغرب منشآت التعبئة المعقمة لشركة & سوطيما المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية، من أجل تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19. ومنذ انطلاق حملة التلقيح، توصل المغرب بـ46.773.200 جرعة من اللقاحات الصينية ضد كوفيد-19 من إجمالي 61.365.660 جرعة توصلت بها المملكة المغربية. مبادلات تجارية بقيمة 6 مليارات دولار تنص المبادرة التي كانت موضوع توقيع اتفاقية تنفيذ خاصة بها، على انضمام المغرب للمبادرة الصينية بشكل يمكن المملكة من إقامة شراكات متعددة الأطراف في قطاعات اقتصادية واعدة وذات قيمة مضافة كالبنية التحتية والصناعات المتطورة والتكنولوجيا، إضافة إلى تعزيز دور المغرب في تحقيق التنمية بإفريقيا. وقد تجلى أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الصين سنة 2016، رفعت، حسب نائب رئيس لجنة التنمية والإصلاح في جمهورية الصين الشعبية، نينغ جي تشه، من مستوى التعاون بين البلدين، وأيضا مع إفريقيا. وأوضح أن مستوى التعاون لم يتوقف عن النمو، فقد ارتفعت الاستثمارات الصينية بأكثر من 300 مليون دولار في المجالات التكنولوجية، وارتفعت الاستثمارات حتى خلال الجائحة. وخلال 2021 ارتفعت المبادلات إلى 6 ملايير دولار، التي قال إن الطموح الآن هو تجاوز هذا الرقم. وكان لي تشانغلين، سفير الصين بالمغرب، أعلن في وقت سابق، عن قرب إطلاق مشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد-19 بالمملكة المغربية، وذلك بعدما وقع الطرفان اتفاقا بهذا الشأن. وأشار إلى أن شركتين صينيتين أبدتا اهتمامهما بمشروع & طنجة تيك ، وأن العديد من الشركات الصينية ترغب في العمل بالمغرب، لا سيما في مجال صناعة العنفات الريحية (les pales doliennes) والأثاث.