عزيز مفضال
كانت المرأة المغربية سباقة في المشاركة في المحافل الرياضية الدولية حيث شاركت في الألعاب الأولمبية بميونيخ 1972 لأول مرة في تاريخ النساء العربيات وكانت ممثلة بكل من فاطمة الفقير حاملة الرقم الأفريقي القياسي سابقا في مسافة 400 متر حواجز، ومليكة حذقي، لتكتب النساء المغربيات مع توالي الدورات بعضا من أجمل الصفحات في مسار الرياضة
لقد كان يوم 8 غشت 1984 يوما مشهودا في تاريخ الرياضة المغربية حيث سجل العالم واحدة من اللحظات البارزة في الألعاب الأولمبية بمناسبة نهائي سباق 400 م حواجز سيدات، بحضور 80 ألف متفرج كانوا يتوقعون ما ستنجزه الأمريكية جوردي براون، المرشحة بقوة للفوز بالذهب في غياب عداءات أوروبا الشرقية اللواتي احتكرن المراكز الثلاثة الأولى في مونديال هيليسنكي 1983، وأمام اندهاش الجمهور الحاضر بالملعب الأولمبي في لوس أنجليس، وملايين المتابعين عبر العالم، سيطرت نوال المتوكل على النهائي، ولم تكتف بذلك، بل حطمت الرقم القياسي الإفريقي بتوقيت 54 ث و61 ج.م
كان حفل التتويج مشحونا بفعل دموع البطلة الأولمبية حينما عزف النشيد الوطني لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، وشكل ذلك فاتحة لتألق بطلات مغربيات أخريات، كفاطمة عوام وحسنية الدرامي (أولمبياد سيول 1988) ونزهة بديوان (نحاسية أولمبية في 400 م حواجز) وحفيظة الواصف ورحمة باحو ولمياء بلقاسم ومنى بن عبد الرسول ومونية بوركيك في رياضة التايكواندو وسارة البكري في السباحة ونوال السلاوي وغالية السبتي في الالعاب الشتوية (المنعرجات الكبرى والصغرى) وبهية محتسن في رياضة التنس ومريم أمنحار في الجمباز وغيرهن كثير سواء في المسابقات الفردية وخاصة ألعاب القوى أو الرياضات الجماعية ككرة الطائرة واليد وكرة القدم وغيرها.
ولم تقتصر انجازات المرأة المغربية على الألقاب في المسابقات الرياضية والمناصب العليا في الهئيات الدولية، بل دخلت عالم التحدي، الذي كان يقتصر حتى وقت قريب على الرجال، حيث تمكنت المغامرة المغربية بشرى بايبانو من تسلق قمة جبل "كيليمنجارو" في القارة السمراء، والبالغ علوه 5895 مترا، وجبل "دينالي" بأمريكا الشمالية، (6194 مترا)، ثم تسلقها قمة جبل "إلبيس" البالغ علوه 5642 مترا، وكذلك جبل "أكونكاغوا" بأمريكا اللاتينية، بعلو يصل نحو 6962 مترا، فضلا عن تسلقها لقمة "كارستينغ" بعلو يصل إلى نحو 4884 مترا، وهو أعلى قمة في قارة أوقيانوسيا
وما هذه الإنجازات التي حققتها المرأة الرياضية وتلك التي تسعى إلى تحقيقها، إلا رسالة تؤكد من خلالها قدرتها على أن تكون حاضرة بقوة، بل ومتقدمة على اللواتي سبقنها بسنوات، وذلك بفعل الإصرار والروح الوطنية العالية. وبذلك يحق للمرأة المغربية أن تفخر بمساهمتها في إعلاء لواء الرياضة النسوية بعد أن أثبتت جدارتها بالثقة التي وضعت فيها