الاثنين 06 - 06 - 2022
الدولية للإعلام : عزيز مفضال
يعقد مربو الاغنام آمالا كبيرة على مناسبة عيد الأضحى، من أجل تحسين إيراداتهم وتعويض الخسائر المالية التي تكبدوها بعد موسميين متتاليين من الجفاف، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا وما فرضته من قيود على التنقل بين المدن و الأسواق الأسبوعية.
وأرجع العديد من التجار في حديثهم مع الدولية للإعلام، هذا الغلاء إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، والمواد المتعلقة بتربية المواشي.
عبد الجليل أحقي، مربي أغنام ضواحي مدينة سطات قال إن "أسعار الخرفان ارتفعت هذا العام بسبب تأخر الأمطار خلال الموسم الفلاحي الجاري، وهو ما أثر على وضعية القطيع، فضلاً عن ارتفاع أسعار العلف، وهي عوامل أفضت إلى غلاء الأضاحي هذه السنة.
من جهته يحيى سيكي اختار بيع الاضاحي من داخل منزله بدوار القدامرة وهي منطقة فلاحية تمتاز بسلالة الأغنام الموجودة هنا خاصة سلالة ’’الصردي‘‘ التي تعد من أفضل أنواع الأكباش على الاطلاق بالمغرب لمميزاته الكثيرة كحسن هيئته و جمال وجهه المستطيل، حيث يضيف أنه يكتفي حاليا بالتعامل مع زبنائه الأوفياء الذين يتعامل معهم منذ سنوات بفضل الجودة التي تتمتع بها "أكباشه" مضيفا أنه يتطلع للأيام المقبلة كي يرتفع الرواج أكثر.
أما الحاج كريم محيي فيشرح للدولية للإعلام أن تربية الخرفان ليست بالأمر الهين فالمزارع يتكبد مصاريف طائلة منذ ولادة الخروف، وحتى عرضه للبيع في السوق.. بالإضافة إلى أسعار الأعلاف المركبة التي تتضاعف كل يوم في ظل غياب مراقبة المصالح المختصة.
لكن يسود تذمر كبير في صفوف العديد من المواطنين المغاربة من ارتفاع أسعار بيع الأضاحي هذه السنة، خصوصا في ظل الوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا للأسر المغربية، بالإضافة للجفاف.
وفي نفس السياق سجل العديد من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ارتفاعا في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية، مؤكدين أن وفرة المنتج من قطيع الأغنام والماعز كما أوردت ذلك وزارة الفلاحة يلزم أن توازيه أسعار معقولة لا تتسبب في إنهاك قدرتهم الشرائية، متسببة في مشاكل مادية أخرى تنضاف إلى تداعيات الجائحة.
يبقى ارتفاع ثمن أضحية العيد لهذه السنة إلى عدة عوامل أبرزها غلاء أسعار مادة العلف، والزيادة في الطلب بسبب دخول عدد كبير من أفراد الجالية المغربية إلى أرض الوطن، بحيث أن قطاع الأغنام خلال عيد الأضحى يعرف حركة تجارية برقم معاملات مهم يتجاوز 70 مليار درهم، ولم يحظ بأي عناية من طرف وزارة الفلاحة خاصة في إطار المغرب الأخضر، علما أن الوزارة ذاتها تتعامل مع هذه المناسبة بطريقة تقليدية وغير مقننة.
للإشارة قامت المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” منذ شهر يناير 2022 بتسجيل أزيد من 242000 ضيعة تربية وتسمين للأغنام و الماعز، كما أن عملية الترقيم مازالت مستمرة، حيث من المرتقب أن تشمل حوالي 7 ملايين رأس من الأغنام والماعز على غرار السنة الماضية.