2022-11-26
مايتي مصطفى : الدولية للإعلام
كرَّم الاسلام المرأة، وراعى خصائصها والفرق بينها وبين الرجل، فشرَّع القوانين التي تجعلها مكرمة في موقعها والرجل مكرما في موقعه، وجعل بينهما مودة ورحمة واحتراما متبادلا يؤدي إلى تقاسم المسؤولية بينهما طوال استمرار العلاقة التي تربطهما في نطاق الشرع الحكيم. وخص الاسلام المرأة بمكانة اجتماعية رفيعة وأعطاها أهمية كبيرة لما تتحمله من مشقة في حمل أبنائها وتربيتهم فقد قال سبحانه وتعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا الأحقاف:15، فضلاً عن ذلك فقد جعل الاسلام المرأة ربة البيت وسيدته والمسؤولة عن الإشراف على تدبير أموره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها. وضمن الإسلام للمرأة حقوقها فهي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة، وحررها بعد أن كانت مستعبدة وساوى بينها وبين الذكر في الإنسانية قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء:1. وأعطى الإسلام المرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها فضلا عن إعفائها من النفقة حتى لو كانت غنية، ووضع الأسس التي تكفل لها الحقوق وسن القوانين التي تصون كرامتها وتمنع استغلالها جسدياً وعقلياً ثم ترك لها الحرية في الخوض في مجالات الحياة المختلفة. وأمر الإسلام بكف الأذى عنها، واحتماله منها، والحلم عند غضبها، وحسن عشرتها، ومعاملتها بلطف، وفي ذلك كلّه اقتداءٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث لم تقتصر حقوق المرأة في الإسلام على الحقوق المادية وإنّما تعدى ذلك إلى الحقوق النفسية، وأعطاها حقوقها على أكمل وأحكم وجه، ولم يعنِ أن تكون القوامة بيد الرجل أنّ له حق إهانتها أو ظلمها، وإنّما جعل له ذلك ليذود عنها، ويحيطها بقوته، وينفق عليها، وليس له أن يتجاوز ذلك إلى القهر والجحود، كما احترم الإسلام شخصيتها، فهي مساوية للرجل في أهلية الوجوب والأداء. إن المرأة مكرَّمة فى الشريعة الإسلامية، حيث واجه الإسلام جميع أشكال العنف الذي يمكن أن تتعرض له المرأة في الوقت الذي كانت توأد فيه البنات في الجاهلية خيفة الفقر أو السبي، كما كانت تُحرم من الميراث. وحفظ للمرأة حقوقها المادية والمعنوية منذ بداية الرسالة المحمدية، وقضى على جميع أشكال التمييز ضدها بعد أن كانت في المجتمعات الجاهلية تعاني التهميش وضياع الحقوق، حيث يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ. وأمر الله سبحانه وتعالى الرجال أن يعاشروا نساءهم بالمعروف فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا، وهو ما يشمل حسن التعامل والمعاشرة في القول والفعل. وحرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المرأة وصيانة كرامتها، بلغ حد أنه قد أوصى بها في أكثر من موضع، فقال: استوصُوا بالنساءِ خيرًا، فإنهن عندَكم عَوانٌ، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، وقال كذلك: رفقًا ، بالقوارير، بل كانت المرأة حاضرة في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأخيرة قبيل انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث قال: أيها النَّاس، اتَّقوا الله في النِّساء، اتقوا الله في النِّساء، أوصيكم بالنساء خيرًا.