: ملف الشهر ابريل
شعب الجزائر في جهنم حمراء
الدولية للاعلام بقلم بخاش عبد الرحيم
في الجَزائر وكما يعرف كل المُتابعين أصبحت هناك فجوة كبيرة جدًا ولا تكاد تقارن بين عيشة المسؤول الجزائري منْ رئيس البلدية أو الدائرة إلى اكبر المسؤولين في الدولة ،وتختلف المغانم والامتيازات باختلاف رُتبة المسؤول ودرجة قربه من الرئيس وكذلك درجة لَعقه لأحذية صنَّاع القرار
وكذلك كلما كان فاسدًا أكثر كان مقربًا ومحميًا أكثر ،فهؤلاء أقصد كبار المسؤولين تقريبًا كل شيء لهم بالمَجان منَ السَّكن الفاخر في ارقي الفيلات والشاليهات في "ماروتى" وإقامة الدولة في "نادي الصنوبر البحري" إلى العلاج المجاني وفي ارقي مستشفيات ارو ربا إلى الرَاتب الخيالي إلى السَّفريات للمتعة والسياحة على نفقة الدولة
إلى هلم جرَّا منَ المَنافع التي تجعلهم يَطمعون في السلطة ويلهثون وراءها ويفعلون المستحيل من أجل البقاء فيها، ويبيعون قيمَهم ومبادئهم وكل شيء من أجل أن يَنالوا رضى أسيادهم طبعًا لأنَ دخول الجنة ليس كالخروج منها إطلاقًا
لا يقتصر الأمُر عليهم بل عائلاتهم والمُقربون منهم لهم عقبى الدار وصدرها، منْ جوازات سفر دبلوماسية خاصة إلى جولات سياحية مدفوعة التكاليف إلى العلاج المجاني والتَّعيينات في أعلى المناصب، إلى السُلطات الواسعة الكبيرة...الخ ،والتُّقشف والفقر والمعاناة التي يعيشهَا شعب القوة الإقليمية العظمى فلا يرَونه أو يقرؤونه إلاَّ في رواية البؤساء ربمَا لكاتب والأديب الكبير" فيكتور هيغو"،وهؤلاء أنْ جمعناهم لا يمثلون إلا حوالي 5 او 10 بالمئة من جُموع الشعب في أحسن الأحوال ،ومع ذلك يسيطرون على كل شيء تقريبًا إلا الهواء الذي يعتبر الشيء الوحيد المجاني في بلد الجزائر الذي لم يفكروا بعد في خوصصته وبَيعه
ومن جهة أخرى هناك أغلبية الشعب الجزائري أو أحفاد الشهداء ومنْ قدموا أرواحهم فداءًا لهذا الوطن الغالي ،هؤلاء بالنقيض تمامًا عن الطبقة الأولى يعيش أغلبهم في فقر مُدقع ،يعانون من الأمراض المُستعصية والحقرة والبيروقراطية ويعاملون وكأنهم مُواطنون درجة ثالثة أو رابعة وفي بعض الأحيان ليسوا سوى أرقامًا في معركة الانتخاب والتُّعيين ،وبمجرد انتهاء دورهم يتمُّ الاستغناء عنهم ورميهم إلى جهنَّم الحمراء حتى يسوموهم سواء العذاب لمدة 5 سنوات كاملة والعجلة تدور دواليك منذ الاستقلال تقريبًا ،أصبح مجتمعنا طبقيًا بدرجة لا تصدق .لهم السيادة والريادة ولشعب الظُلم والطغيان والاستغلال والإهانة ،لهم العيشة الرَغيدة ولشَعب الجزائر الذُّل والهوان والتقشف وغلاء المعيشة
آه نسيتُ تذكرت قول الرئيس في خطاب له يومًا ما "ارفع راسك يا بابا "فأنت جزائري في بَلد العزَّة والكرامة ولكن مع تفصيل صغيرِ نساه هو أنَّ العزة والكرامة لهم ولنا المهانة والمُعاناة