الجمعة 19 - 06 - 2020
عبد المجيد بن صالح
نعيش اليوم زمن المعلومة، الكل جاهز وسريع، ما تطلبه يصلك بسرعة، لا نتمتع به، يمر علينا كسرعة البرق.
كنا سابقا نعيش متعة الحياة وسط ساعات الانتظار، كنا نحتفظ بأي تذكار يذكرنا بتلك اللحظة، جلنا مازال يحتفظ بكتاب الذكريات ورسائل الأهل والأحباب، أما اليوم فرضت علينا الحياة سرعتها، أصبحنا نعيش تحت رحمتها، نقبل بأي شيء، ونعلم جيدا أن تحت طياتها، نقتل أنفسنا ببطء، هدفنا من ذلك هو بلوغ مقصدنا في أقرب وقت ممكن دون عناء، مع توالي الأيام والسنين، نبدأ بإحصاء خسائرنا، من مرض وإرهاق وشيخوخة مبكرة وضعف بصر واللائحة طويلة.
هنا وجب علينا الوقوف لثواني معدودة، لطرح السؤال المعروف، ونحن في اعماق أنفسنا نعرف الجواب. ما السبب الذي أوصلنا الى هذه المرحلة؟
نمط العيش الذي نعيشه، من سهر وأكل وشرب، يجب أن يخضع إلى نظام، يواكب نظام الكون ونواميسه، نحن جزء منه، كلنا يكمل الآخر. يجب أن نعيش اجمعين وفق نواميسه، تحت شعار، لا ضرر ولا ضرار.
زرنا اليوم، ضيعة فلاحية بنواحي دار بوعزة، مساحتها 6 هكتارات، تعيش فيها أسرة مغربية تؤمن بالزراعة الطبيعية، كرست حياتها لتحقيق هذا الهدف في ظل تحديات العصر.
تشتغل هذه الأسرة لمدة 13 سنة على هذا المنوال، وتشغل معها 6 أفراد من اليد العاملة القارة، تستيقظ كل صباح من الساعة السادسة صباحا إلى غروب الشمس، لتوفر طلبات الزبائن من الخضر والفواكه الموسمية الطبيعية، خاضعة لمعايير الجودة المعترف بها لهذا النوع من الزراعة.
يحدثنا عبد الله، هو المسؤول على التدبير والإنتاج والتسويق بالضيعة، يقول بدأت مشواري المهني الاحترافي في مجال الزراعة الطبيعية سنة 2005 مع جمعية أرض وإنسانية، استفدت عن طريقها لتكوينات ميدانية من طرف خبراء عالميين، يضيف، كنا سابقا نشتغل على ثلاثة هكتارات فقط، أما اليوم فقد وسعنا مشروعنا إلى ستة هكتارات وهذا يدل على أننا في الطريق الصحيح.
وظفت خبرتي في هذا المجال، لكي يقتنع زبنائي، أننا نشتغل هنا يوميا لمصلحتنا ومصلحتهم في وقت واحد، أخذنا على عاتقنا هذا التحدي، نوظف كل إمكانياتنا البشرية والمعرفية لكي نحمي صحتنا أجمعين، نوفر لهم قفة متنوعة من الخضر والفواكه بثمن معقول.
نشتغل يوميا من أجل توفير طلبات الزبائن وفق حاجيات الموسم، يقول عبد الله : سر نجاحنا بهذه الضيعة هو توفرنا على بذور لها جودة خاصة، حصلت عليها عبر تراكم خبرات في هذا المجال، امتلكها واقدمها في طبق من ذهب للزبون، على شكل منتوج طبيعي مغربي أصيل، يصطلح عليه " منتوج بيو". مزروعة ومسقية بشكل طبيعي خالية من المبيدات الكيماوية.
يضيف، أتوفر على بنك غني من البذور الطبيعية الممتازة، لا تحتاج لأدوية، تتأقلم مع مناخ منطقة دار بوعزة ولها نفس خاصية التربة التي تزرع فيها.
مع جائحة كورونا لم نتوقف على الانتاج بل حافظنا عليه وعلى رغبات زبنائنا، نحن هنا نعيش في جو طبيعي نشتغل بسلام في ظل التباعد القانوني التي تفرضها الجائحة، لا نسمح بزيارات المجانية لضيعتنا، إلا للضرورة، نقوم بتوصيل الطلبات إلى البيوت في وقتها المحد، بعد تعقيمها طبعا.
للإشارة نحن هنا نصنع دواء طبيعيا من انتاج أرضنا، مجموعة من النباتات نمزجها بالماء، نقتل بها جل ما يزعجنا أثناء نمو الخضر والفواكه.
نمزج الفلفل الحار مع السالمية واليازير ومريوت والحموضة، مع بعضها وفق مقادير معينة، نوظفها كسلاح ضد الحشرات والنباتات الضارة، نزيح بها كل ما يعيق الإنتاج بالضيعة، يقول، أنا التزمت بالفلاحة الطبعية يجب ان اجد البديل طبيعيا كما وجدوه اجدادي.