الثلاثاء 2020/06/23
الدولية للاعلام بخيرات البشير
تابعت الدولية للإعلام عن كتب ما عاشته مجموعة من مدن المملكة المغربية من البوغاز إلى الصحراء من تضامن و تكافل في زمن كورونا منذ بداية الحجر الصحي إلى رفعه، ثلاثة أشهر و نصف، و ما بادرت به مجموعة من جمعيات المجتمع المدني لدعم الذين هم في حاجة إلى مساعدة و دعم
شددنا الرحال بمدينة معروفة بالكرم و حسن الضيافة و بدرب ليس كباقي دروب مدينة الجديدة عاصمة دكالة، درب وهران الذي كان ماضيه مشتل رياضي و حاضره مزرعة للمواطنة و حب الوطن، بدون قيد أو شرط و بدون تشهير أو إشهار
و بدون مغالاة في وصف ما عاينته عدسة الدولية للإعلام من تآخي و تضامن بين مجموعة من قدماء ىسكان هذا الدرب و مما يثير الانتباه هي تلك الرسالة المفتوحة الموجهة لجمهور الوداد البيضاوي لدعم اللاعب الدولي محمد الناهيري، ابن درب وهران، و التي توصل المكتب المسير لنادي الوداد بنسخة منها
فمنذ الإعلان عن الالتزام بالحجر الصحي أعلن أبناء الدرب القدامى تضامنهم اللا مشروط لمجموعة وجدت نفسها في وضعية شادة من ساكنة هذا الدرب الذي قل نظيره في زمننا هذا و الذي أطاله النسيان وأصابه الصدأ، فغَدى دربا مجهولا بسكّانه الأصليين، رغم محاولات رد الإعتبار لأسماء أبنائه اللذين أعطوا الكثير لكرة القدم الجديدية و الوطنية و اللذين وافتهم المنية، كما جاء في الرسالة المفتوحة التي تملك الدولية للإعلام نسخة منها
و بين عبق الماضي وألم الإلتزام بالحجر الصحي انطلقت فكرة فتح صفحة للتواصل بين أفراد هذه المجموعة من سكان درب وهران، من بينهم دكاترة و مهندسين و أساتذة و رجال ٱعمال منهم من يقطن بالمغرب و منهم من هو مقيم بفرنسا و إسبانيا و البرتغال و كندا و الولايات المتحدة الأمريكية، كانوا كل يوم على اتصال
و بميلاد هذه الفكرة برزت من جديد روح الأخوة و الإحترام التي كانت سائدة بينهم كذاكرة طفولة مشتركة لموروث ثقافي لم يتغير بعاصمة دكالة سافر بكل فرد من المجموعة إلى عوالم ثقافية حافلة بالحيثيات المحسوسة و الملموسة و لو عن بعد طيلة شهر رمضان، لإحياء سنة الرحم و ثقافة التعايش في زمن كورونا.
فتطورت الأفكار و أنجبت مبادرات إنسانية لدعم سكان درب وهران اللذين لا دعم لهم ، فأنشأوا صندوقا لفائدة المتضررين من كورونا، فتكفلوا بآداء واجب الكراء لامرأة تبلغ من الشيب عتيا، ساعدوا ماديا أكثر من ست عائلات تقطن بالدرب، و اعترافا منهم بما تقوم به خلية اليقظة بمستشفى محمد الخامس و في أول جمعة للحجر الصحي قدموا أربع موائد كسكس دكالي للهيئة الساهرة على المرضى، علاوة على إجراء عملية جراحية للعين و عملية ختان لفائدة سكان الدرب المعوزين
و بهذه المبادرات الإنسانية التي ليس من ورائها مظل سياسي أو لون حزبي، يستحق أبناء هذا الدرب بمدينة الجديدة أن يكونوا نموذجا للتكافل و مثالا للتآخي بالإشارة إلى ذاكرتهم الغنية بالطفولة المشتركة
وأهم ما ميز هذه الحقبة من الحجر الصحي هي أنها نسجت على أياديهم جسرا للتواصل و لحمل المشعل من طرف أبنائهم و ذلك من خلال مواضع حلقات النقاش التي أرخت لذاكرة أبناء درب بمدينة طيلة شهر رمضان. أبناء درب كلهم كانوا يمارسون طقوس رمضان و ألعابه في أجواء من الاحترام والأمن و الأمان داخل حلقة صغيرة مسورة بأربعة أبواب، من باب دار أمي رحمة إلى باب عمارة تيموياس و من باب دار بوزيد إلى باب دار موقيظ، بدون ميز بين غني و فقير، حيث كان السكان أسرة واحدة يتقاسمون الملح و الخميرة ويتشاركون في الأحزان والأفراح والتهاني، الأمهات يجتمعن داخل بيت للترفيه ، وذلك ناتج عن مدى عمق التعامل والتسامح الذي كانت تتمتع به ساكنة درب وهران من سنوات الإستقلال إلى نهاية القرن الماضي
و تضامن أبناء درب وهران بمدينة الجديدة لم يكن وليد أزمة كورونا، بل كان قديما و إرثا موروثا بين أهل و عائلات هذا الدرب، لكن هذه المرة شاركهم في هذه المبادرة ثلة من قدماء أبناء مدينة الجديدة و أصدقاء درب وهران ماديا و معنويا. بهذا، انتشرت الفكرة بين أولاد لالة زهرة الحي الشهير بالجديدة و معا شاركا في إحضار دواء من فرنسا لأحد أبناء الحي، ثم أقدمت مجموعات من أبناء الجديدة إنشاء صفحات في الفايسبوك و عبر الواتساب