أوصى انطونيو غوتيريس من خلال تقريره عن الحالة بالصحراء المرفوعة لأعضاء مجلس الأمن الدولي بالتزامن وإنتهاء المدة الإنتدابية للمينورسو، بالتمديد للبعثة الأممية لمدة سنة كاملة تنتهي يوم 31 من أكتوبر 2020 .
الأمين العام للأمم المتحدة استعرض من خلال تقريره بعض فقرات الخطاب الملكي الموجه للأمة بمناسبة المسيرة الخضراء، حيث جدد استعداد المغرب للتعاون بصدق وبحسن نية مع الأمم المتحدة لتسوية النزاع، وفق حل سياسي واقعي علمي وتوافقي يتماهى والوحدة الترابية للمملكة، لافتا الى ان الحكم الذاتي بإعتبار السبيل الوحيد لتسوية هذا النزاع، كما حمل الخطاب تأكيدا ملكيا على حصرية رعاية الأمم المتحدة للنزاع .
غوتيريس تطرق أيضا في تقريره للرسائل الاحتجاجية التي توصل بها من ابراهيم غالي الأمين العام لجبهة البوليساريو ولممثل هذه الأخيرة بنيويورك، والتي همت بالأساس الإحتجاج على افتتاح سفارات افريقية بكل من مدينتي العيون والداخلة، الى جانب التنديد بتشييد ميناء الداخلة، بالإضافة الى مصادقة البرلمان بغرفتية على مشروع قانون ترسيم الحدود البحرية للمغرب .
وتوج الأمين العام للأمم المتحدة توصياته بشأن النزاع من خلال تقريره السنوي بحث أعضاء مجلس الأمن الدولي وأصدقاء الصحراء والجهات الفاعلة المعنية بنزاع الصحراء إلى تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على الانخراط بحسن نية، ودون شروط مسبقة، في العملية السياسية حالما يتم تعيين مبعوث شخصي جديد.
كما دعا غوتيريس جبهة البوليساريو الى استقبال قائد القوات العسكرية للمينورسو ضياء الرحمان، معربا عن قلقله إزاء رفض جبهة البوليساريو استقباله بتندوف واصرارها على استقباله بما تسميه ب " الأراضي المحررة "، وهو ما نجم عنه توقف التواصل مع المسؤول الميداني الأول عن المينورسو لمدة سنة كاملة.
انطونيو غوتيريس أكد أن الثقة في اتفاق وقف إطلاق النار متوقفة على امتثال الطرفين للشروط المتفق عليها، واحترام سلطة الأمم المتحدة التي تخولها الفصل في أي مسائل او اشكالات عالقة، مبديا قلقه ازاء الإنخفاض الذي حدث مؤخرا في معدل الامتثال لبنود اتفاق العسكري رقم 1، داعيا جبهة البوليساريو الى استقبال قائدة قوة البعثة والتعجيل بإيجاد حل للإنتهاكات المتبقية من الاتفاق العسكري، منوها في ذات السياق بالتعاون العسكري من لدن المغرب، لافتا الى أن البعثة الأممية أحصت تسجيل 61 انتهاكا لإتفاق وقف إطلاق النار، 53 انتهاك أرتكبت من طرف العناصر العسكرية للبوليساريو، فيما ترتبط سبعة منها فقط بالمغرب .
وشدد غوتيريس بأنه وحرصا على مصلحة الجميع فإنه يدعو أطراف النزاع الى وقف أي نشاط بالمنطقة العازلة، والتي تشكل حجر الزاوية باتفاق وقف إطلاق النار، مبديا قلقه من التوغلات الأخيرة بها .
وطالب غوتيريس أطراف نزاع الصحراء باحترام حقوق الانسان والتعاون مع آليات الاممية المختصة بالميدان، منوها في ختام تقريره بجهود رئيس بعثة المينورسو كولين ستيوارت والقائد العسكري للمينورسو ضياء الرحمان على مجهوداتهما بالرغم من الإكراهات والصعوبات الناحمة عن جائحة كورونا .
هذا ومن المزمع أن يتم تخصيص ثلاث جلسات لمجلس الأمن الدولي لمناقشة نزاع الصحراء، كما سبق وأعلن الرئيس الدوري للمجلس السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال ندوة صحفية عقدها يوم الخميس الماضي بمقر الامم المتحدة، حول البرنامج الشهري لمجلس الامن لشهر اكتوبر .
وبحسب البرنامج الشهري الذي اطلعت الصحراء زووم على نسخة منه، فإن المجلس سيعقد اجتماعات ايام 12-28-31 اكتوبر، لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة حول الوضع في الصحراء، وذلك قبل اعتماد القرار النهائي الذي من المنتظر أن يتم خلاله تمديد مهمة بعثة المينورسو في الصحراء.
وتجدر الاشارة الى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة وعلى أهميته يبقى غير حاسم في صياغة القرار الأممي، اذ تتولى الولايات المتحدة الأمريكية من داخل مجموعة أصدقاء الصحراء تحيين الصيغة النهائية وطرحها للتصويت، بيد أنه من المرتقب أن تسفر مشاورات أعضاء مجلس الأمن على العمل بتوصية انطونيو غوتيريس بالتمديد لبعثة المينورسو لمدة سنة كاملة، كما من المتوقع أن تشكل مناقشات أعضاء مجلس الأمن الدولي توطئة لتسمية مبعوث أممي جديد للصحراء .