15/01/2021
الدولية للاعلام : البشير
لماذا اتسعت رقعة التضامن بين الفقراء والأغنياء في زمن كورونا؟
كثير من الباحثين الإجتماعيين لم ينجح في وضع التعريف الصحيح لقضية عدم المساواة في هذه الآونة، و في ظل اتساع الفجوة بين صاحب الثروات والمعوز و بين صاحب مصنع الدجاج و العاملة التي قدمت للمحاكمة لسرقتها 16 بيضة لا تبيض ذهبا و لا فضة و لا تسمن من جوع، و بين من أدت 30 مليون سنتيم ككفالة كي لا تقدم للعدالة. و هذا ما جعل موضوع الفقراء والأغنياء يحظى باهتمام غير مسبوق في مواقع التواصل الإجتماعي في كثير من السياقات، بأنه "التحدي الأكبر" الذي يواجهه المغرب. ويقولون إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما في غياب العدالة، الذي تتجلى في محاباة الأغنياء و المشاهير
ربما يبدو هذا منافيا للمنطق، فالناس إذا وجدوا أنهم جميعا سواسية سوف يصابون بالإحباط محاولة منهم لدحض الاعتقاد الشائع أن معظم الناس يكرهون التفاوت الاجتماعي و غياب العدالة و يفضلون المظلة السياسية أو النقابية أو الجمعوية أو بلغة أخرى "سياسة أبّاك صاحبي" على المساواة لزعزعة الاستقرار النفسي، الشيء الذي جعل اليوم مجموعة من أولاد الشعب ذوي النيات الحسنة للخروج من العالم الإفتراضي
للتصدي لهذا التفاوت الذي أصبح يعاني منه في صمت المواطن العادي و المياوم الذي لا يرضى بمد يده لأحد في زمن كورونا ، و لا يفوتني هنا أن أذكر نموذج قدماء سكان درب وهران بمدينة الجديدة الذين كانوا بتضامنهم عونا لمن لا معيل له قبل بداية الجائحة و بكثير كمجموعة مستقلة لكنها متلاحمة، و كذلك نموذج مجموعة من أبناء الجديدة منهم من بالمغرب و منهم من بخارج تراب الوطن و منهم من يقطن حاليا بعاصمة دكالة الذين أبانوا بدون قيد أو شرط و بدون لون حزبي أو مظل سياسي عن غيرتهم على أبناء مدينتهم و دعمهم المادي و المعنوي لكل من هو في حاجة إلى دعم و إلى مساعدة الذين هم في أمس الحاجة دونما تمييز
و يوافق الكثير من المواطنين الذين حاورتهم في هذا الصدد على أن من اللازم على أصحاب الثراء الفاحش تقديم مساعدات مادية لمن هم في حاجة٬ وإلا فموت الفقراء جوعا أو إهمالا يعاقب عليه القانون بحجة عدم مد يد المساعدة الإنسان حياته في خطر، و على أصحاب القرار التفكير في ميثاق أخلاقي لمواجهة الفقر والسعي الجاد من أجل توفير السبل التي تكفل الحياة الكريمة للجميع
لقد أصبح التفاوت الاقتصادي بين رواتب المتقاعدين يكتنفه اللبس و يعد من المشكلات المستفحلة التي سيواجهها مغرب 2050 . ويرجع ذلك إلى أن محاولات سد الهوة بين الفقراء والأغنياء في المغرب تتعارض مع إدراك المواطنين لمفهوم المساواة في سبيل خدمة الوطن٬ و عدم المساواة في انعدام الفرص أمام البعض حتى لو بذلوا مجهودات خاصة لتحقيق النجاح
و ها هم اليوم مجموعة من أبناء الشعب بمختلف أطيافهم ووضعياتهم يقدمون حلولا ومبادرات محلية التي من المفروض أن تكون برنامجا لكل قرية و مدينة ضمن المبادرات الوطنية للتنمية البشرية التي تبناها صاحب الجلالة كحل إقليمي أو جهوي لمشكلة عدم المساواة باختلاف الرؤى والاتجاهات السياسية لإتاحة خلق فرص العمل و معه التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين