انتصار الوداد بالديربي البيضاوي 130 أبعده بتسع نقاط. عن غريمه الرجاء، حيث أصبح رصيده 57 نقطة ويكفيه الفوز في مباراتين من خمس مباريات الأخيرة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم القسم الأول، ليحسم رسميا اللقب .
و الواقع أن الوداد خطا خطوة كبيرة نحو استعادة لقبه الذي ضاع منه في النسخة الماضية بفارق نقطة واحدة عن غريمه الرجاء الذي لم يحسم لقبه إلى في الدورة الأخيرة بفوزه على الجيش الملكي بنتيجة (1/2).
المباراة شهدت صراعا تكتيكيا تونسيا بين فوزي البنزرتي و مواطنه لسعد جردة الشابي الذي يدخل لأول مرة غمار الديربي البيضاوي، حيث اعتمدا معا على نفس النهج التكتيكي 3/3/4، لكن تجربة وخبرة فوزي البنزرتي مدرب الوداد في الديربي البيضاوي جعلته يرمي بكل أوراقه لكسب ثلاث نقاط المباراة ،و أي نتيجة ماعدا الفوز كانت ستقلب عليه الطاولة بصفته المسؤول الرئيسي في إقصاء الوداد من دوري أبطال أفريقيا أمام كايزر تشيفز الجنوب الأفريقي ،الإقصاء المر الذي لم تتقبله الجماهير العريضة للوداد داخل وخارج المغرب حيث كان الكل ينتظر الوداد بلعب نهاية دوري أبطال أفريقيا يوم 17يوليوز الجاري على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
و من حيث قراءة تكتيكي/تقني للمباراة ،فقد نجح البنزرتي في كسب معركة وسط الميدان مستفيدا من غياب الحافيظي الذي أثر سلبيا على مستوى أداء وسط الميدان الرجاوي ،وكذلك من غياب زكرياء الهبطي الوحيد من مهاجمي الرجاء القادر على التخلص من مدافع أومدافعين و التوغل من الأطراف لتزويد بين مالانغو وسفيان رحيم بتمريرات الحاسمة للتهديف، فغاب الإبداع و شح الحلول الهجومية، ولم يجد لاعبو الرجاء طريق الوصول لمرمى التكناوتي، خاصة في الشوط الأول وحتى نسبيا في الشوط الثاني.
في المقابل كان وسط ميدان الوداد أكثر نجاعة وفعالية في تمديد خط هجومه بالتمريرة البينة أو العرضية، ولو أحسن خط هجومه المتكون من أوناجم ،الكعبي و اللافي استغلال الفرصة التي أتيحت لهم لخرج الوداد متفوقا بأكثر من هدف رغم تضييع أيوب الكعبي ضربة جزاء في الدقيقة 43.
وفي الشوط الثاني راهن البنزرتي على ورقة مهمة ، وتحديدا المهاجم زهير مترجي، الذي يحسن الاختراق و التوغل في منطقة الجزاء ،لينجح في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 70.
و بخبرته وقراءته لمنافسه الرجاء تعامل البنزرتي بذكاء مع المباراة، خاصة في الشوط الثاني، وكان يعرف جيدا أن الرجاء سيندفع للبحث عن الفوز الذي يبقي في السباق على اللقب ،كما سيترك وراءه مساحات فارغة ، استغل منها مترجي هجمة مرتدة وسجل هدف الفوز.
ولتأمين الفوز أقحم فوزي البنزرتي صاحب التجربة صلاح الدين السعيدي وسايمون مسوفا ليعطي قوة إضافية لبطارية الوداد لتتحمل ماتبقى من الوقت القانوني في الشوط الثاني.
في المقابل مدرب الرجاء لسعد الشابي قام فقط بتغييرين لم يستفد منهما في ما تبقى من الوقت القانوني أو في الوقت المحتسب بدل الضائع بدخول محسن متولي و فابريس نكوما، وظهر جليا أن كرسي الاحتياط لدى الرجاء يفتقد للاعب أو لاعبين قادرين على قلب الطاولة على الوداد.
اعتمد البنزرتي على أسلوب الضغط بواسطة الكعبي واللافي وأوناجم وجبران والحسوني والكرتي، حيث كان هؤلاء يشكلون جدارا قويا كلما حاول لاعبو الرجاء الخروج بالكرة.
وتأثر الرجاء كثيرا بهذا الأسلوب، بدليل أنه لم يهدد خصمه كثيرا مقارنة بالوداد الذي أضاع عدة فرص، كما أن الرجاء لم يسجل هدفه الوحيد إلا من ركلة جزاء.
وكانت خبرة البنزرتي واضحة في الديربي، وكيفية تعامله مع المباراة، حيث خاض 7 محطة، بينما خاض الشابي أول ديربي انتهى بهزيمته.