الخميس 28-10-2021

مصطفى مايتي الدولية للاعلام

أعلنت الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري امس الأربعاء، غلق قناة نسمة التلفزيونية التي يملكها المرشح السابق للانتخابات الرئاسية نبيل القروي الذي تم توقيفه في الجزائر منذ شهرين، إضافة إلى إذاعة القرآن الكريم. وكانت الهيئة قد أغلقت أيضًا في وقت سابق هذا الشهر محطة تلفزيون الزيتونة المقربة من حزب النهضة، وهي محطة منتقدة بشدة للرئيس قيس سعيّد، بدعوى عملها من دون رخصة. وقالت الهيئة الحكومية في بيانها حول إغلاق قناة نسمة: إن القناة ماطلت في تسوية وضعيتها القانونية منذ عام 2014 رغم مساعي الهيئة في هذا الإطار من خلال المراسلات والاجتماعات المتعددة، فضلًا عن تضمن ملف القناة شبهات فساد مالي وإداري إضافة إلى عدم استقلاليتها باعتبار أن المشرف عليها قيادي في حزب قلب تونس. بدورها، أكدت القناة في بيان على موقعها عملية الإغلاق، موضحة أنّ الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري قامت صباح اليوم الأربعاء مصحوبة بالقوات الأمنية بقطع البث عن قناة نسمة وذلك تطبيقًا لأحد قراراتها. وعام 2019 حجزت قوات أمنية معدات القناة ولكنها واصلت بث برامجها. وكانت قناة نسمة قد ردّت العام الماضي على هيئة الاتصال السمعي والبصري، بأنها متحصلة على إجازة رسمية لنشاطها منذ انطلاقها عام 2009 ويتواصل هذا النشاط في إطار استمرارية الدولة. كما صدرت في حق إذاعة القران قرارات بحجز تجهيزات البث التابعة لها في يوليو 2015 ونوفمبر/ تشرين ثاني 2017 وأغسطس/ 2020 ومارس/ 2021. خطر على حرية الصحافة ويرى معارضون، منذ استحواذ الرئيس سعيّد على السلطة التنفيذية في يوليو أن التحركات ضد وسائل الإعلام التي تعارضه محاولة لتقويض حرية الصحافة المتاحة بشكل كبير في تونس منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي. وكانت الهيئة المستقلة نفسها قد ألزمت قناة نسمة بدفع غرامات مالية في السنوات الماضية بسبب برامج قالت إنها مهينة للفقراء وتحتوي على دعاية سياسية لمالكها لها أهداف انتخابية. لكن القناة المملوكة لرئيس قلب تونس نبيل القروي، وهو مرشح سابق نافس في انتخابات الرئاسة عام 2019، قالت إنها لا تعترف بقرارات الهيئة. ويلاحق القضاء التونسي القروي منذ عام 2017 في قضايا شبهات تبييض أموال وتهرب ضريبي. وسُجن عام 2019 لشهر وقبل الانتخابات الرئاسية التي خاضها إثر إطلاق سراحه. كما تم توقيفه في ديسمبر 2020 لمدة ستة أشهر. وبعد أن أعلن الرئيس سعيّد قراراته السياسية الأخيرة منذ 25 يوليو غادر القروي إلى الجزائر حيث تمّ اعتقاله هناك مع شقيقه النائب في البرلمان غازي القروي مطلع سبتمبر بتهمة اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية. كما تعود ملكية إذاعة القرآن الكريم لسعيد الجزيري، وهو نائب في البرلمان الذي جمد الرئيس أعماله. وقالت الهيئة إن قطع البث سببه البث من دون ترخيص. وقالت أيضًا إن إذاعة القرآن الكريم تم توظيفها للترويج لخطابات الكراهية للتحريض على العنف والكراهية