الجمعة 28 -01-2022
مصطفى مايتي الدولية للإعلام
انطلاقا من القول ذا ابتليتم فاستتروا و في غمرة الحديث عن قيم المجتمع والدفاع عنها، الذي شغل كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، رد بعض المدافعين عن الفيلم بأنه لايوجد مجتمع ملائكي أو مثالي، وأن المجتمعات العربية، تشهد مثل تلك الظواهر التي عرض لها الفيلم، مثلها في ذلك مثل المجتمعات الأجنبية، لكن الفارق من وجهة نظرهم، هو أن مجتمعاتنا تخفيها ولا ترغب في كشفها، وكأنها غير موجودة. من جانب آخر نفى بعض النقاد، أن يكون الفيلم يشجع على المثلية، لأنه تناولها في سياق درامي، ودون تأييد لها أو تشجيع عليها، غير أن القضية على مايبدو تستخدم سياسيا، فقد قدم الصحافي والنائب في البرلمان المصري مصطفى بكري، بيانا عاجلا لمجلس النواب يتهم الفيلم بأنه يحرض على المثلية الجنسية والخيانة الزوجية ويتنافى مع قيم وأعراف المجتمع، في وقت يبدو ذلك بالنسبة لكثيرين متناقضا، إذ بينما ينبري السياسيون للتنديد بفيلم سينمائي، فهم يتغافلون عن مشكلات أكبر يعاني منها المجتمع المصري. حظيت الفنانة المصرية المشاركة في الفيلم منى زكي، بالنصيب الأكبر من الهجوم والانتقاد، وانصبت الانتقادات الموجهة لمنى زكي، على مشهد وصفه المنتقدون بالـ جرئ، وتقوم فيه بخلع جزء من ثيابها الداخلية، من تحت فستان أزرق كانت ترتديه، ورغم أن جسدها لم يظهر في تلك اللقطة، حيث كانت الكاميرات، مركزة على وجهها، فإنها لم تسلم من الإساءات التي وصلت إلى حد الشتائم، والتي طالت أيضا زوجها الممثل المصري أحمد زكي. ورد العديد من النقاد تركيز الانتقادات على منى زكي إلى كونها فنانة تحظى بشعبية واسعة، وأن الدور الذي قامت به في الفيلم، ربما كان مختلفا تماما عن الأعمال التي عرفها الجمهور من خلالها سابقا، وكانت منى زكي قد وجهت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، التهنئة لزملائها في الفيلم، فيما اعتبره البعض تجاهلا للانتقادات التي نالتها، كما دافعت عنها نقابة الممثلين في مصر. ويعتبر نقاد سينمائيون أن هناك حالة من الخلط، لدى الجمهور العربي، بين حياة الفنان الخاصة وأخلاقه، وبين الأدوار التي يتقمصها خلال الأعمال الفنية، ويشيرون إلى مايعرف بالخط الوهمي، الذي يفصل بين الفنان كإنسان يعيش حياة طبيعية، وبين متطلبات الصفات التي يجب أن يظهر بها، خلال أدائه لدور في فيلم، وأن الجمهور يكسر هذا الحاجز، فيخلط بين الجانبين وهو أمر غير علمي ولا منطقي. ترتكز اللعبة التي يلعبها أبطال الفيلم، والتي تكشف أسرار كل منهم، وتؤدي إلى حالة من الصدمة، تجاه كل منهم في نظرته إلى الآخر، إلى جهاز الهاتف النقال، الذي يصفه أبطال الفيلم، بأنه يحوي أسرار كل شخص ويمثل صندوقا مغلقا، وقد أدت اللعبة التي اختار فيها الأصدقاء السبعة، أن يجعلوا الرسائل والمكالمات التي ترد إلى هواتفهم علنية للجميع، إلى اكتشاف حقائق صادمة لهم منها الخيانة الزوجية وكون أحد الأصدقاء مثليا. ويطرح ماجاء في الفيلم حقيقة واقعة، تتمثل في تحول جهاز الهاتف النقال لأي شخص، إلى مايشبه صندوق الأسرار المحكم عن حياته، والتي ربما تظل أسرارا حتى بالنسبة لشريك الحياة، ويمكن أن تدمر الحياة الزوجة في حالة تكشفها لأي من طرفي العلاقة. وبعيدا عن الفيلم،فإن قضية حق الزوج أو الزوجة، في مطالعة مايحويه جهاز الهاتف النقال لكل منهما، حظيت بكثير من الجدل والنقاش، في مناسبات عدة، وفي الوقت الذي يقول فيه بعض الأزواج، إنهم يتبادلون كلمات السر لهواتفهم فإن العديد من رجال الدين، أفتوا بعدم مشروعية ذلك، قائلين إن الأمر يتعلق بالخصوصية، وأن تفتيش الزوج أو الزوجة في هاتف شريكه، أمر يؤدي إلى خراب البيوت على حد قولهم. ويتفق مختصون بعلم النفس، والعلاج الأسري مع مايقوله رجال الدين، ويرون أن تفتيش الزوج أو الزوجة في هاتف شريكه، يتسبب في مشاكل زوجية، ويزيد الفجوة بين الزوجين، لأنه يمثل اقتحاما للحياة الشخصية والخصوصية، كما أنه يؤدي إلى زيادة الشك بين الطرفين. لماذا أثار فيلم أصحاب ولا أعز كل تلك الضجة؟ ما الذي يقصده منتقدو الفيلم بأن الدراما يجب أن تعكس قيم المجتمع؟ وهل هناك قيم موحدة لكل المجتمع بكل طبقاته؟ كيف ترون ما قاله المدافعون عن الفيلم من أن الانتقادات جاءت من مجموعات ترى في نفسها حراسا للفضيلة؟ وهل يخلو المجتمع العربي بالفعل من الظواهر التي تناولها الفيلم؟ هل يسعى السياسيون لاستغلال قضية الفيلم لتحقيق مكاسب؟ كيف ترون الانتقادات التي طالت الفنانة المصرية منى زكي؟ وهل ترون خلطا من قبل الجمهور بين شخصية الفنان في الحياة العادية وبين الأدوار التي يمثلها؟ إلى أي حد برأيكم أدت وسائل التواصل الحديثه إلى أن يكون للأزواج صناديق أسرار خاصة!كل هذه الأسئلة لها أجوبة مختلفة من الطرفين ولكل رأيه خاص به