• haut

الثياب الممزقة ظاهرة تقلق أولياء الأمور والحرية الشخصية لهم بالمرصاد

الإثنين 21-02-2022

مصطفى مايتي الدولية للإعلام

ظاهرة أخرى من هذه الظواهر الغريبة التي لا تزال تصدمُنا بها حضارةُ هذا الزمان؛ حضارة التنصُّل من القيود الدينية، والعادات الاجتماعية، حضارة التحليق في تلبية رغبات الذات، واهتبال الشهوات والملذَّات، تحت شعار الحرية الفردية، والاقتناعات الشخصية. إنها ظاهرةُ لُبْس الثياب الممزَّقة، والسراويل المشقَّقة، والأقمشة المخروقة التي ضجَّت بها الأسواق، وسالت بها الشوارع، وتأذَّتْ منها العيون، وقُصِفَتْ بها القلوب، وصُدِمت بها النفوس، منذ ما يُقارب عشر سنوات، تقليدًا لبعض نجوم الفن والغناء، وأبطال التمثيل والرياضة الذين احتلُّوا من نفوس بعض شبابنا موقع القُدْوة التي يجب أن تُقتفى، والأُسوة التي يجب أن تُحتذى، غير آبهين بتعاليم ديننا الحنيف في اللباس، ولا بتقاليد مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة، ولا بأنظار الناس الذين تشمئزُّ نفوسُهم من هذه الصيحات العجيبة، والموضات الغريبة التي تريد أن تثورَ على ما تعارَفَ عليه الناس، وترتدُّ عمَّا ألِفوه من ثوب الحشمة والوقار، ولباس العِفَّة والسَّتر. أثوابٌ لا تصلُح لدَرء حَرٍّ ولا لدَفْع بَرْدٍ، ممزَّقةٌ من أمام ومن خلف، فتمزَّقَ معها الحياءُ، وذهبت معها هيبة العفاف. رُكَبٌ بادية، وسُرَر عارية، كتوف موصوفة، وصُدور مكشوفة، وربما اكتسح التمزيق العورات، فلم يروا بأسًا في كشف السوءات، مع أسمالٍ مترهِّلة بالية، ولُطاخةٍ من ألوان باهتة شاحبة، وعِشاش من خيوطٍ تائهة متدلية، وحواش مشرئبَّة ناتئة، لا مكفوفة ولا منظومة، كأنما عبث بها كَرُّ الحَدَثان، أو أتَتْ عليها قوارض الجِرذان، أو رفستها أظلافُ الثيران، أو عمِلت فيها براثن الأُسْدان. بل هناك حديقة حيوان في مدينة هيتاشي شمال طوكيو في اليابان، تمكَّنت من زيادة الدخل الشهري بعد بيع سراويل جينز مصنوعة من قماش تَمَّ لَفُّه حول دواليب وألعاب، أُلقيت على أرضية الحديقة، ليتم تمزيق القماش وتخريقه بمخالب وأنياب الأسود والدِّبَبة، وليعاد جمعه واستعمالُه في تصميم سراويلِ جينز شبابيةٍ ممزقةٍ طبيعيًّا، اعتمادًا على مخالب وأنياب الحيوانات المفترسة. لم تعد الأثواب البالية والممزَّقة والمرقَّعة من سمات الفقراء الذين يشكون ضيقَ العيش، وقلة ذات اليد، بل بيعت ثياب هؤلاء الفقراء المعتادة في أكبر الأسواق الممتازة الدولية، ووُضِعت عليها علامات صارت تُسمَّى بـ العالمية، ليصل ثمن القطعة الواحدة منها إلى ألف درهم أو يزيد، يفتخر الذكور والإناث بلُبسها، ويتباهون بها في الشوارع العامة التي ضجَّت بالمغريات، وارتفعت فيها نِسَبُ التحرُّشات، يفعلون ذلك إما تقليدًا للمشاهير، وإما مسايرةً عمياءَ لِما عليه أبناء الجيل، ممَّن يهتمُّون بصيحات اللياقة، ويتتبَّعُون برامج المظاهر والأناقة، ومجلات الأزياء والرشاقة، وإما لفِقدان الشعور بالقيمة، بحيث صار بعض الشباب لا يشعُرون بمن ينظر إليهم، ولا مَنْ يزدري بمظهرهم، وإما للفت الأنظار، إثباتًا للشخصية المهزوزة غير الواثقة، واستشعارًا للهُوِية المشتَّتة المترنِّحة، وإما للبحث عن السَّمْت المتميِّز، ولو بالدنيء المقزِّز، وإما للغرابة والخروج عن المألوف، تمرُّدًا على أصول الآباء والجُدود، وإما لإثبات رُوح التحدِّي والقُدْرة على الثورة على المعتقدات والمقدَّسات والمسلَّمات، وإما تزجيةً للفراغ الذي يُسيطر عليهم، ويملأ عليهم أقطار حياتهم، وإما لتغطية الشُّعور بالنقص، واعتقاد أن هذه الملابس ستجعل منهم شبابًا أكثر تميُّزًا وأناقةً. وما علِموا أنهم صاروا أدوات طيِّعةً تتلاعب بها أفكار اللوبي الاقتصادي العالمي الذي لا هَمَّ له سوى البحث عن المال، ولو على حساب الأخلاق والمبادئ، مرتكزه سطوة الجسد، الذي صار عندهم موضوعًا للإثارة كما التجارة، وجَعَل الشركات العالمية المتخصِّصة، تجتهد وترُكِّز كل خبراتها في ابتداع معاييرَ لِلباس محددة، يتسابق المستهلك للخضوع لها، انطلاقًا من وزن الجسد، وطوله، ودِقَّته، واستدارة الوجه أو استطالته، وشكل العينين ولونهما، وشكل البشرة ولونها، ونوع الشعر وقصَّاته، وألوان الوشم وأشكاله، فتتسابق التصاميم لعرض مفاتن هذا الجسد، وإبراز ما ظهر منه وما خفِي، في سبيل تحديد معايير للجمال بائسة، وقوانين للأناقة يائسة، فنكون نحن - الذين نهتمُّ بهذه الصيحات الفارغة - طُعْمًا سائغًا لهذه التوجُّهات العالمية المغرضة، ولُقَمًا سائغة في أفواه دهاقين التجارة العالمية

ãÒíÏ ãä ÇáÃÎÈÇÑ

اللاعب الدولي المغربي ابراهيم دياز يعاني مع زملائه
اللاعب الدولي المغربي ابراهيم دياز يعاني مع زملائه ...
فرنسا تعود الى رشدها وتعترف ان المغرب له وزنه إقليميًا
فرنسا تعود الى رشدها وتعترف ان المغرب له وزنه إقليميًا ...
الاحرار يرتبون صفوفهم في البرلمان
الاحرار يرتبون صفوفهم في البرلمان ...
بايدن يعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران
بايدن يعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران...
افتتاح البرلمان وربط المسؤولية بالمحاسبة
افتتاح البرلمان وربط المسؤولية بالمحاسبة ...
العمدة تتاجر في المخدرات حجز 70 ك غ في بيتها
العمدة تتاجر في المخدرات حجز 70 ك غ في بيتها...
المحمدية :فواجع حوادث السير مستمرة 4 قتلى
المحمدية :فواجع حوادث السير مستمرة 4 قتلى...
بعد الاحتجاج فرصة ثانية للراسبين في امتحان اختبار نيل رخصة السياقة
بعد الاحتجاج فرصة ثانية للراسبين في امتحان اختبار نيل رخصة السياقة...
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
ام لينة
ام لينة
ام لينة
خارج على القانون
خارج على القانون
خارج على القانون
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر
إحصاء الحمير قبل البوليساريو
إحصاء الحمير قبل البوليساريو
إحصاء الحمير قبل البوليساريو




Site réalisé par sjsm.ma