• haut

أوكرانيا تفضح عورات العرب

الدولية للاعلام: محمد فؤاد
عن جريدة القدس العرب
ما أسخف العرب الذين استقبلوا الغزو الروسي لأوكرانيا بكثير من التشفي والغبطة ظناً منهم أن القلاقل والأزمات والكوارث ستترك بلادنا وستتوجه إلى الغرب، ولا بأس أن نرقص وندبك فرحاً بأننا سنرتاح أخيراً في هذا الجزء التعيس من العالم. وقد وصل الأمر ببعض السخفاء من الإعلاميين والسياسيين العرب إلى الوقوف بصفاقة عز نظيرها إلى جانب روسيا في غزوها الوحشي لأوكرانيا، فترى مثلاً عرباً يصفقون ليل نهار للاحتلال الروسي لأوكرانيا بينما بعض بلادهم العربية محتلة. ما أتفه ذلك الإعلامي الذي يبشر البشرية بنظام عالمي جديد بعد الاجتياح الروسي لبلد مستقل، مع العلم أنه كتب من قبل مئات المقالات ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. هل يا ترى الغزو الروسي لأوكرانيا حلال والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين حرام؟ أليس احتلال أي بلد في العالم مرفوضاً؟ ثم هل يعتقد العرب الآخرون الذين يتشفون في مواقع التواصل بالأوكرانيين أو الروس بأنهم سيكونون بمنأى عن تبعات الكارثة الأوكرانية التي ستصل آثارها الكارثية إلى العالم أجمع وخاصة عالمنا العربي؟ لا يليق بنا أبداً أن نقول: “ناب كلب بجلد خنزير” عندما نعلق على الصراع في أوكرانيا. من السخف والسذاجة أن نعتقد أن الصراع لا يعنينا وأن نكتفي بترديد عبارة: “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منها سالمين”. ومن قال لكم إنكم ستخرجون منها سالمين؟
كل القضايا التي مررنا بها على مدى العقود الماضية ليست بخطورة القضية الأوكرانية، ولأول مرة لا بد لكل من يعرف بعض البديهيات السياسية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية أن يخشى على نفسه وعلى بلده وشعبه جراء الصراع الحاصل في أوكرانيا. وقد توقع وزير التجارة الكويتي فهد الشريعان، احتمالية جنون الأسعار خلال الفترة المقبلة نتيجة للتطورات غير المسبوقة في العالم، قائلاً: “الوضع خطير جداً في العالم ومنطقتنا.. نحن مقبلون على مجاعة، السفن المحملة بالقمح والحبوب والبذور والمتجهة الى الكويت والسعودية والامارات وقطر والبحرين وعُمان، يتم تحويلها في عرض البحر لتتوجه إلى أوروبا”. وأضاف: “أن مصادر المواد الأولية تمنع التصدير وخمسون في المئة من منتجات العالم تمنع التصدير وقد نمر في مرحلة عصيبة إذا لم نستعد ونجهز أنفسنا لمثل هذه الحالة”. فإذا كانت الدول الخليجية الغنية تخشى على نفسها من ارتفاع الأسعار واختفاء السلع ونقص الأغذية، فماذا سيحل بالبلدان العربية الفقيرة التي تجد صعوبة في تأمين حتى الخبز في سوريا والعراق ولبنان واليمن والجزائر والسودان وتونس والمغرب وغيره؟
من يعتقد من العرب أن الأزمات انتقلت إلى أوروبا، فليعد حساباته، لا بل إن الأزمات العربية ستزداد تفاقماً وخطورة في المرحلة المقبلة، ولا تتفاجؤوا بثورات جوع حقيقية تعم العديد من البلدان العربية، ليس فقط بسبب جنون الأسعار كما صرح الوزير الكويتي، بل بسبب اختفاء القمح الذي كنا نستورده من روسيا وأوكرانيا وغيرهما. وقد دقت مجلة (لوبوان) الفرنسية ناقوس الخطر للعرب قبل أيام عندما تساءلت: “هل تتسبب حرب أوكرانيا في ربيع عربي ثان”؟ المجلة قالت إن بذور الغضب التي تسببت في تفجر الربيع العربي عام 2011 ما زالت موجودة
وأضافت بأن نقص المنتجات الأساسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تجعل الكثيرين يهمسون بفرضية “نسخة ثانية” من الربيع العربي ستكون شرارتها نقص الغذاء الذي لا تستطيع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة احتواءه. وذكرت المجلة أن كلاً من أوكرانيا وروسيا تمثلان ثلث الصادرات العالمية من القمح والشعير ودوار الشمس والأمونيا واليوريا، مما يعتبر بحق “سلاحا غذائيا” بآثار تدميرية أقرب ما يكون من آثار الأسلحة النووية.
كل القضايا التي مررنا بها على مدى العقود الماضية ليست بخطورة القضية الأوكرانية، ولأول مرة لا بد لكل من يعرف بعض البديهيات السياسية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية أن يخشى على نفسه وعلى بلده وشعبه جراء الصراع الحاصل
وأشارت (لوبوان) إلى أن بلداناً مثل ليبيا ومصر والجزائر تعتمد على طرفي الصراع الحالي في توفير نصف وارداتها من القمح، وهو بمثابة “إدمان” لهذه المنطقة التي تؤوي 4% من سكان العالم في حين تبلغ حاجياتها 35% من واردات الحبوب عالمياً، مما يشكل “معادلة جهنمية” ظلت بلا حل منذ أكثر من 15 عاماً.
بل الأسوأ من ذلك – تضيف المجلة – أن النقص المتوقع في عام 2022 يخاطر بالتحول إلى “كابوس غذائي” في عام 2023، حيث من المرجح ألا تقوم أوكرانيا بالحصاد خلال الربيع في ظل انصراف الرجال إلى جبهات القتال وهروب النساء من القنابل الروسية، وقد لا تزرع البلاد أصلا خلال الموسم المقبل. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مؤخراً من أن الصراع الذي أشعلته روسيا سيصيب “الفقراء بشكل أكبر وسيزرع بذور عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات في جميع أنحاء العالم”، منوهاً إلى أن الأزمة الراهنة قد تتسبب في “إعصار مجاعات” سيأتي على مناطق عدة من الكوكب.” وفي حين لا تكفي المحاصيل الموجودة في الجزائر مثلاً حتى نهاية العام، فإن القمح سينفد في تونس مع نهاية هذا الصيف. وتختتم (لوبوان) بأن بذور السخط في المنطقة المغاربية في عام 2022 لا تزال كما كان عليه الحال إبان تفجر الربيع العربي في يناير/كانون الثاني 2011، في حين تم إخماد حرائق الغضب في المنطقة بشكل سيء وتستمر النيران في الاشتعال بفعل الفشل الواضح للأنظمة المنبثقة عن الثورات في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والعراق ولبنان والسودان.
لقد فضحت الأزمة الأوكرانية عورات العرب جميعاً، فهذا يعتمد في خبزه على القمح الروسي والأوكراني، وذاك لا ينتج أبسط السلع الأساسية التي ستتوجه إلى الأسواق الأوروبية. تصوروا أن بلداً كالسودان قادر أن يوفر القمح لكل العالم العربي لكنه يستورد القسم الأكبر من قمحه من روسيا وأوكرانيا. لهذا نقول للعرب الذين يتراقصون على جراحات الأوكرانيين إنكم قريباً سترقصون جوعاً بسبب نقص القمح الأوكراني. ويل لأمة تأكل مما لا تزرع

فيصل القاسم كاتب واعلامي سوري 

الانتخابات الأوروبية: فوز تاريخي لليمين المتطرف في فرنسا ونكسة للحزب الحاكم
الانتخابات الأوروبية: فوز تاريخي لليمين المتطرف في فرنسا ونكسة للحزب الحاكم...
افتتاح القمة الكورية الإفريقية الأولى بسيول
افتتاح القمة الكورية الإفريقية الأولى بسيول...
جنوب إفريقيا تعلن النتائج النهائية للانتخابات العامة
جنوب إفريقيا تعلن النتائج النهائية للانتخابات العامة...
فاتح يونيو يوم عالمي للوالدين
فاتح يونيو يوم عالمي للوالدين...
ثلاث دول يحثون إسرائيل وحماس على قبول المقترح الجديد لوقف إطلاق النار
ثلاث دول يحثون إسرائيل وحماس على قبول المقترح الجديد لوقف إطلاق النار...
قاتل الاطفال يستفز المغاربة على قناة فرنسية
قاتل الاطفال يستفز المغاربة على قناة فرنسية...
تونس :تعيينات بأوامر خارجية
تونس :تعيينات بأوامر خارجية...
فرنسا :منفد الاعتداء بالسكين مريض نفسانيًا
فرنسا :منفد الاعتداء بالسكين مريض نفسانيًا ...
من نحن الدولية للاعلام
من نحن الدولية للاعلام
من نحن الدولية للاعلام
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
ام لينة
ام لينة
ام لينة
خارج على القانون
خارج على القانون
خارج على القانون
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر




Site ralis par sjsm.ma