عزيز مفضال
علمت "الدولية للإعلام" أن الأستاذ الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي، يمر بوعكة صحية، ألزمته المكوث في منزله، وتتمنى مؤسسة "الدولية للإعلام" الشفاء العاجل للفنان الكبير.
للتذكير فعبد الرحيم التونسي المشهور بلقب عبد الرؤوف ممثل فكاهي من مواليد سنة 1936، بدأ أولى خطواته على خشبة المسرح بداية الستينات، حيث اشتهر الفكاهي الشاب حينها بلباسه الفضفاض المميز وبمظهره الطفولي. و يعتبر عبد الرحيم التونسي أسطورة الكوميديا المغربية لعقود عديدة.
يعتبرمن عمالقة الكوميديا الكلاسيكية بالمغرب ، ولد بسيدي فاتح بالمدينة القديمة، وأضاءت نجمته سماء المغرب بأكمله في ظرف سنوات قليلة، أينما حل وارتحل. مارس مهنة شاوش بداية الخمسينيات، وكان يتقاضى عليها 15 درهما في الأسبوع، واشتغل أيضا محافظا لمقبرة الشهداء بعمالة الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء.
عبد الرحيم التونسي، أو كما يلقبه جمهوره عبد الرؤوف، أو “أب المغاربة” اختار هموم الشارع المغربي، طريقا لتقديم موضوعات “سكيتشاته”، وإلى اليوم فإن عبد الرحيم ما زال وفيا لشخصية عبد الرؤوف، التي تختزل في جوهرها تاريخ الفن الفكاهي بالمغرب على مدى 50 سنة تقريبا
اكتشف عبد الرحيم التونسي شخصية عبد الرؤوف على خشبة المسرح، فأصبحت شخصيته الثانية التي ترافقه لحدود الساعة، عندما كان يبحث عن شخصية لأدواره المسرحية، خطرت بذهنه شخصية زميله في الدراسة المضحكة التي رافقته في الطفولة، من هنا جاءت فكرة “عبد الرؤوف” الكوميدي.
اعتقل عبد الرؤوف بسبب مشاركته في التظاهرات المطالبة باسترجاع الملك محمد الخامس، وتحرير الوطن من الاستعمار
يمر عبد الرؤوف بشهر من التعذيب لينقل بعد ذلك رفقة آخرين إلى السجن المدني دون حكم ولا محاكمة، خلال فترة السجن، سيحمل عبد الرؤوف مرض الربو بكثرة الجلوس على الأرض وغياب فاصل عنها وبسبب التعذيب وقلة النوم، ولم يطلق سراحه إلا بعد حصول المغرب على الاستقلال وعودة الملك محمد الخامس من المنفى
التقى بالملك الحسن الثاني خلال عرض مسرحي قدمه أمامه، وحين انتهى العرض جاء الحسن الثاني يبحث عنه في الكواليس، فلم يتعرف عليه بعد أن أزال الماكياج، فسأله أين عبد الرؤوف؟ فقال له: “أنا هو” فأجابه ضاحكا: “دير الطربوش أصاحبي باش نتعرف عليك”
من ركح المسرح إلى عالم السينما، انتقل عبد الرؤوف إلى المشاركة في فيلم “عمي” للمخرج نسيم العباسي، من خلال شخصية عادية بعيدة عن شخصية “عبد الرؤوف.
تدهورت حالته الصحية في السنوات الأخيرة، اﻷمر الذي جعل الملك محمد السادس، يتكلف بوضعه الصحي، لكن مع تقدمه في السن قرر ترك الفن ومنح المشعل لأبنائه