الخميس 30 - 06 -2022
الدولية للإعلام : عزيز مفضال
قال أرسطو ذات مرة : "ليست مهمة الفن تقديم الشكل الخارجي للأشياء، وإنما تقديم المدلول الداخلي لها"...
مقولة تتجسد في العمل المسرحي، الذي يطرح الدور القيادي للمرأة و قدراتها على إحداث تغيير إيجابي و حاسم رغم الصعوبات و المعيقات، مسرحية تسلط الضوء على النظرة المسبقة إلى المرأة في النمط السائد للتسيير في بعض المقاولات، و منها المقاولة التي تدور فيها الأحداث، مما يؤدي إلى إقصائها من مناصب صنع القرار.
"مديرة و نص"، ساعة و نصف من الكوميديا الهاذفة من إنتاج مسرح المقاولة، تشخيص الأستاذة حليمة الجراري و الأستاذ المؤلف و المخرج حميد بوعيون.
قدما وجبة مسرحية كوميدية كان عنوانها الأبرز الإبداع والتميز، حيث يمكن القول دون مواربة، إن ما قدماه صاحبا المشوار الفني المتميز، كان عملاً مدهشاً، في إطار المسرح الثنائي أو «الديودراما»، حيث الفكرة الرئيسية، تختبر قدرة التمثيل على الخشبة، من خلال بطلين يدخلان في حوار متواصل عبر مشاهد العرض، ويمكن القول إن نجاح عرض "مديرة ونص" إعتمد على أداء هذين الممثلين، وقدرتهما على توصيل فكرة النص؛ بحيث حبكة العرض ومحمولاته النفسية والدرامية، إرتبطت بقدرة هاتين الشخصيتين على التواصل في ما بينهما، في إطار من التناغم النفسي، في ضوء ما تمتلكانه من قوة في الأداء التعبيري والحركي، وأيضاً اللفظي أو الصوتي.
أما من الناحية الفنية، فقد برز النص كإحدى العلامات الفارقة في المسرحية، فهو عرض يقع بين مفهومين للدراما.. العادية والمونودراما؛ إذ يتنامى الحوار بين الشخصيتين، فتدخلان في صراع خارجي يختبر قدرة الممثل على الأداء والمواجهة، على أرضية التداعي الحر لأفكار الشخصية، في مقابل الشخصية الثانية، وهو ما يميز الديودراما، ويجعلها فناً قابلاً للتشخيص.
حيث تتعارض طريقتان في هذه المقاولة، من طرف السيد المدير لحلو، خريج المدرسة القديمة التي تعتمد على الصداقات و الروابط الأسرية و المحسوبية، ومن طرف ثاني تجسده السيدة غيثة لحلو التي تعمل على تطوير شراكاتها وعلاقاتها بالمستخدمين، رغم تشاركهما في نفس الإسم العائلي لكن ممارساتهما تبقى متناقضة ..!!!!