الجمعة 05-07-2022
الدولية للإعلام : مصطفى مايتي
كرمت السلطات الجزائرية، أمس الخميس، عدداً من القيادات العسكرية ومسؤولين سابقين في الجيش والمخابرات، في خطوة وصفت بأنها رد اعتبار لعدد منهم كانوا ملاحقين من قبل القضاء والقضاء العسكري، خلال سيطرة قائد الجيش السابق الراحل أحمد قايد صالح على مقاليد السلطة في فترة الحراك الشعبي، وذلك بتهم التآمر على السلطة والجيش، وقضى بعضهم فترة في السجن، فيما فر آخرون إلى الخارج. وكرم الرئيس عبد المجيد تبون اليوم بمناسبة عيد الجيش، القائد الأسبق لجهاز المخابرات، الفريق محمد مدين، المعروف إعلامياً بالجنرال توفيق، والذي اعتقل في مايو2019، بموجب اجتماع مارس الشهير للتخطيط لمرحلة انتقالية في خضم الحراك الشعبي، ووجهت له تهمة التآمر على السلطة والجيش، وأودع السجن العسكري رفقة مدير المخابرات السابق بشير طرطاق وشقيق الرئيس السابق السعيد بوتفليقة (ما زال الاثنان في السجن على ذمة قضايا أخرى)، إضافة إلى رئيسة حزب العمال لويزة حنون التي أفرج عنها لاحقاً. ودين الجنرال توفيق، أحد أبرز صناع القرار ورجل الظل القوي في الجزائر خلال العقود التي امتدت من التسعينيات إلى غاية تنحيته من منصبه في سبتمبر 2015؛ بهذه التهم لمدة 15 عاماً، لكنه قضى فترة سجن امتدت من مايو 2019، إلى غاية نوفمبر 2020، عندما قررت المحكمة العليا إلغاء تلك الأحكام وإعادة المحاكمة. وساعدت وفاة قائد الجيش السابق قايد صالح في تسهيل مهمة إعادة المحاكمة، وفي الثاني من يناير 2021، صدر حكم بتبرئة الجنرال توفيق ومجموع المتهمين في قضية التآمر. كذلك كرّم وزير الدفاع السابق خالد نزار، ورد الاعتبار له بعد ملاحقة قضائية بحقه، إلا أنه فر إلى الخارج خلال فترة الحراك الشعبي في أبريل 2019، تجنباً لاعتقاله من قبل قائد الجيش حينها، في قضية اجتماع 30 مارس الشهير 2019. ووجه القضاء العسكري حينها لنزار تهمة التآمر على السلطة وقائد الجيش، ودين بالسجن لـ20 سنة مع إصدار أمر دولي بالقبض عليه، قبل أن يعود إلى الجزائر، عقب إسقاط الحكم الصادر ضده، في ديسمبر 2020 بطائرة رئاسية، بحكم صفته عضواً في المجلس الرئاسي الذي حكم البلاد بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في يناير 1992. وكرم الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، وهو الآخر كان ملاحقاً من قبل القضاء، وفي عام 2016 قضى أشهرا في السجن بسبب مداخلة له على قناة تلفزيونية أجنبية، دعا فيها الجزائريين إلى إنقاذ البلاد من نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبناء عليه وجه القضاء العسكري له تهمة إفشاء أسرار عسكرية، كما أعيد اعتقاله في يوليوز 2019، وقضى حينها ستة أشهر في السجن، قبل أن يفرج عنه بشكل مؤقت، حتى تمت تبرئته من تهم إضعاف معنويات الجيش وإهانة قائد عسكري. ولم يحضر كل من الفريق توفيق وخالد نزار والجنرال بن حديد، حفل التكريم، اليوم، لأسباب صحية. في المقابل، من المرجح أن يثير تكريم هذه الشخصيات استياء كبيراً لدى قطاع واسع من المجتمع السياسي والشعبي الذي يحملهم جزءا كبيرا من مسؤولية توقيف المسار الانتخابي وتدبير الأزمة الدامية التي عصفت بالبلاد بداية التسعينيات، وجميع مخلفاتها، إضافة إلى التدخل في القرارات الكبرى والمسارات التي عرفتها البلاد، بعد سيطرة توفيق على جهاز المخابرات ونزار على الجيش بداية التسعينيات.