2022-11-15
مايتي مصطفى : الدولية للإعلام
استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام، وإذا بتجـّار الدواجن والبيض قد اتفقوا على رفع سعر البيض كلهم مرة واحدة، عقدوا اتفاقهم دون أن يفكروا في لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه، وأن هناك من يكّد النهار والليل؛ ليسـّد رمق أطفال جياع، هل تعلمون لماذا؟ لأنهم تجـّار جشعين حثالة، لا يهمم إلا أن يملؤوا جيوبهم بأموال الناس، كيفما اتفق، فماذا حصل بعد ذلك؟ الشعب الأرجنتيني شعب متطور، وشعب يفهم الحضارة، ويعرف القوانين، إذ كان المواطن الأرجنتيني ينزل إلى التموينات، ويأخذ البيض، وعندما يجد سعره مرتفعاً، فإنه يعيده إلى مكانه، ويقول: لا بأس، ليس هناك داع للبيض حالياً، لا يضر أبنائي إن تركوا البيض مدة بسيطة، فالأكل ولله الحمد متوافر، كان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين، لقد كان أفراد الشعب الأرجنتيني متفقون فكرياً فيما بينهم، فعندما وجدوا أن سعر البيض مرتفع تركوه في السوق إلى أن فسد. فماذا تتوقعون أنه حصل بعد ذلك ؟بعد أيام، وكالعاده تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن؛ لتنزل الكميات الجديدة من البيض، ولكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة؛ نظراً لأن البيض الذي لديهم مازال كما هو لم ينقص، لأن الناس عزفوا عن الشراء، فقام التجـّار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم، وقالوا: لنصبر أياماً قليلة؛ لعل وعسى أن يعود المواطنون إلى شراء البيض، انتظر التجـار أياماً، وانتظر الشعب أياماً، وانتظروا، وانتظروا، ولكن هل تعلمون من هو الخاسر في مدة الانتظار هذه ؟ هل هم المواطنون الذين لم يأكلوا البيض؟ أم حثالة التجـّار الذين رفعوا سعر البيض؟ ولا تنسوا أن الدجاج خلال مدة الانتظار مازال يبيض ويبيض ويبيض، فالدجاج واصل إنتاجه وتورط التجـار بالبيض الذي ملأ الدنيا، فقد تكدّس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ، والدجاج الخائن في المزارع قد اتفق مع المواطنين، وواصل إنتاجه من البيض، ولم يتوقف، وأصحاب التموينات لم يطلبوا، فالبيض الموجود لديهم بالأسعار الجديدة مازال متسمّراً في الرفوف. وبعد أيام عدة اتفق التجـّار الحثالة ولكن هذه المرة اتفاقاً جديداً، وهو بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع، ولكـّن الشعب الأرجنتيني الأبّي رفض أن يشتري البيض مرة أخرى، وذلك لكي يتأدب التجـّار، ولا يعودوا لمثلها، فعاد التجـّار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى، ولكن الشعب العظيم لم يشترِ البيض .فكاد عقول التجـّار أن تزول، فالخسائر تتراكم والموت قادم. أخيراً، وبعد كل هذا اتفق حثالة التجّار الخاسرين، وهم خاسئين بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع، مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث، وصبح الشعب الأرجنتيني العظيم فائزاً في معركته مع التجار، وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم 75% من سعره الأصلي. وهنيئاً للشعب الواعي، الشعب المتفق فكرياً والعارف مصلحته، لقد مسحوا وجوه التجـّار بالتراب، وداسوا عليهم بأقدامهم. ونحن رحمة الله علينا ارتفعت الاسعار او انخفظت الجماعة والإتحاد بيننا والأسعار كل صباح يوم جديد ترتفع ،فلماذ لا نتحد ونستغني عن الأشياء التي سعرها مرتفع حتى تعود الى اقل من سعرها الأصلي .