2022-12-17 مايتي مصطفى : الدولية للإعلام

نعيش هذه الأيام سقوط امطار استثنائية في الدار البيضاء ،جعلت المواطنين يستبشرون خيرًا ،ولكن هناك من يعاني بسبب ضعف البنية التحتية للمدينة ،حيث حولت الفيضانات حياة بعض الساكنة الى معاناة كبيرة ،وإن كان الأحياء يستطيعون الاستنكار والاحتجاج ،فإن الموتى لم يسلموا من هذه المعاناة ،ولم يهنئوا في قبورهم ،وذلك بعدما تحولت مقبرة الغفران بالدار البيضاء، بسبب هذه التساقطات الكثيفة إلى برك مائية وحفر، بعدما غطت المياه كل أرجائها. ولم تعد قادرة على استيعاب موتى الدار البيضاء، وهي عبارة عن حفر، بعدما جرفت مياه الأمطار القبور. وباتت معظم القبور مهددة بالنهش من طرف الكلاب الضالة، والخنزير بسبب تداعيات الأمطار الكثيفة، وانجراف تربتها، وهو ما يثير مخاوف البيضاويين،مما دفع العديد من المواطنين التعبير عن استيائهم مما صارت عليه المقبرة المذكورة، التي تعيش على وقع التهميش، ما يجعلها معرضة للانجراف مع كل تساقطات مطرية. وطالب بيضاويون المجلس الجماعي للدار البيضاء بالإسراع في إخراج المقبرة الجديدة (مقبرة الإحسان)، وتهيئتها بشكل يحفظ حرمة الموتى ويجنبها الغرق في كل فصل شتاء. وأكدت مصادر من المجلس الجماعي أن المقبرة الجديدة التي وهب أحد المحسنين مساحتها تلزمها التهيئة، وهو ما يتم الاشتغال عليه حاليا، الأمر الذي سيستغرق وقتا أطول. ومعلوم أن الطاقة الاستيعابية لمقبرة الغفران بالدار البيضاء باتت غير قادرة على تحمل مزيد من الموتى الذين يتم دفنهم بها بشكل يومي. ولم تعد المقبرة المشيدة في ثمانينيات القرن الماضي قادرة على استقبال مزيد من الجثامين، بالنظر إلى امتلائها بشكل كبير،وهنا تسائل مواطن جاء لزيارة قبر والديه وصدم للحالة التي وجد فيها القبور ،الا يستحق الموتى العناية التي تليها الطائفة اليهودية لمقابرها ؟الى متى سيعاني المواطن المغربي حياً وبعد مماته ؟.