الثلاثاء 17 -01 - 2023
الدولية للاعلام : عزيز مفضال
المبدع إدريس الطلبي، هو من الوجوه المسرحية البارزة والمُؤسسة لمهرجان السينما الأفريقية الذي يُعتبر من أقدم المهرجانات في القارة الأفريقية، بعد مجموعته القصصية "بين..بين" الصادرة بدعم من وزارة الثقافة سنة 2016 عن دار النشر سليكي، و ديوانه الزجلي "فعلي يلݣاني" الصادر عن جامعة المبدعين المغاربة سنة 2021.
صدر له حديثا عن جامعة المبدعين المغاربة، مؤلف جديد، عبارة عن مسرحية تحت عنوان "القجمة"، مع غلاف من إبداع ريشة الفنان التشكيلي إدريس الأمامي وهو من القطع المتوسط في 96 صفحة.
وجاء في خلفية غلاف الكتاب، ...القجمة في أحلى صورها هي بساط عار إلا من حرقه النغمة و السخرية من الذات و زريع الكلام...ردا على الاجتثات الذي يتهدد الحلايقية في المكان الذي يقدمون فيه فرجتهم في إطار من التنافس الشريف كعادة كل فقراء العالم و اختيار أماكن مناسبة لبسط فرجاتهم و همومهم...بعد اشتداد الصراع حول اقتسام غنائم الحلقة الهزيلة و جلب أكبر عدد من الزبناء و المتفرجين تخف وطأة التلاسن و الحرب الجسدية و يحضر التذكر، تذكر اللحظات الجميلة و الحلم بمستقبل زاهر كنوع من التنفيس عما يعيشونه من غبن و تهميش، عبر تشخيص مواقف و استحضار أحداث ساخرة لمجتمع يتغير نحو الأسوأ و السخرية الساخرة من ساحة تأكل أولادها....
المسرح هو عشق الأستاذ إدريس الطلبي الأبدي الذي يجد فيه الخلاص من رزايا الروح والجسد، مسرح دار الشباب الزلاقة بمدينة خريبكة، والذي لا يزال يحفظ له الكثير من الذكريات والصولات في مسرحيات خالدة مع كثير من الممثلين الوازنين، وحكايات ومواضيع تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
و فرقة الخشبة الصغيرة في مسرحية “طاعة الوالدين”، وهي الفرقة التي لعب معها أيضا ممثلا ومؤلفا في مسرحية “الحصان الأبيض”، و”حكايات” ثم “أسرار الدوار” مع نخبة من الممثلين سنة 1987، و”تاريخ ورديغة” التي ألّفها ومثّل فيها سنة 1995.
وعلى مستوى التأليف المسرحي فقد كتب الطلبي الكثير من المسرحيات، لعل أشهرها “كلشي بالقانون.. شكون دا البغل”، و”أكثر من صدفة”، ثم “المانيرا” لمحترف مسرح النهضة سنة 2004 والمقتبسة عن “الحبل المتهدل”، و”أغنية قطار الشبح” لفرناندو أربال التي حصلت على دعم الترويج لوزارة الثقافة في السنة نفسها.
تألق إدريس الطلبي في الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، منها “بولنوار” لمخرجه حميد الزوغي، و”القمر الأحمر” لحسن بنجلون و “خربوشة” لحميد الزوغي حيث سبر أغوار الفن عموما، كما انخرط في تجارب أخرى تركزت على الإخراج والسينوغرافيا من خلال مسرحية “كرّ البحر” لمحترف مسرح التعاون سنة 2007، و”من معه” لمحترف بيت المسرح سنة 2011، وغيرها من الأعمال التي عالجت بأسلوب فرجوي جادّ ومسؤول قضايا اجتماعية متنوعة تنتصر لكل ما هو مجتمعي وإنساني، وتتمرد على كل ما هو سائد من أوضاع مزرية وحالات تستدعي تمرير رسائل عبر المسرح لمن يهمهم الأمر.