2023-04-02
مايتي مصطفى : الدولية للإعلام /ميديا بريس تيڤي
من يتحمل مسؤولية وفاة هذا الفنان الذي دفعه احساسه بالحگرة وعدم المعاملة بالمساواة الى الاحتجاج امام وزارة الثقافة المغربية ،بطريقة لم يكن حتى أكثر المتشائمين يعتقد أن الحياة الثقافية في المغرب ستشهد حالة إضرام فنان للنار في جسده، لكن هذا ما وقع فعلًا أمام مبنى تلك الوزارة في الرباط. فقد اختار الفنان المغربي أحمد جواد مناسبة اليوم العالمي للمسرح (27 مارس ليحتج بطريقة قاسية على تهميشه من لدن وزارة الثقافة. فقد صب على نفسه مادة حارقة سرعت بانتشار النار في جسده، وسرعان ما تدخل المارة لإطفائها مستعملين ملابسهم وقناني الإطفاء الخاصة بسياراتهم. ونقل الفنان إلى مستشفى ابن سينا في حال خطرة، بعد إصابته بحروق من الدرجة الثالثة غيرت ملامح وجهه بالكامل وأثرت سلباً في معظم أجزاء جسده. وكان جواد نشر على صفحته في فيسبوك التدوينة الآتية: صدقوني لم أعد أحتمل كل هذا العذاب، واعذروني على ما سأقدم عليه في القادم من الأيام، قبل أن يتوجه إلى مبنى وزارة الثقافة لتنفيذ ما خطط له،ومن بين ما استنبط عن الاسباب التي دفعته لذاك ما هو مهني مع ما هو فني. فقد أحيل على التقاعد قبل سنة ونصف سنة براتب هزيل لا يتجاوز 1800 درهم (أقل من 200 دولار) بعد سنوات من العمل في مسرح محمد الخامس، وهو مبلغ لا يكفي لحياة بأبسط الشروط، خصوصاً خلال الفترة الراهنة، بحيث يشهد المغرب غلاء معيشياً غير مسبوق يشمل كل مرافق الحياة. وكان احتجاحه أيضاً ضد رفض الوزارة دعم أعمال مسرحية تقدم بها، وكان هو يرى أن دعم هذه الأعمال، بالتالي القيام بجولات فنية بها، يخفف من الضغط المادي الذي يعيشه. فسبق أن نشر على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي مما يفيد أنه أصبح يتسول من أصدقائه الأثرياء وغير الأثرياء، من أجل إطعام أطفاله. وكان المسرحي المغربي طلب مراراً اللقاء بوزير الثقافة من أجل إيجاد حل لوضعه المتأزم، غير أن الوزارة لم تفتح له الباب،فها نحن نودعه اليوم حيث غادر هذا العالم الذي لا يعترف الا بمن له موهبة خاصة في معرفة كيف تتسلق المراتب والدرجات والنجاحات بدون ان تتوفر على الشهادات او الدبلومات يكفيك ربط علاقات مع من لهم العصى السحرية لتغيير ظروف حياتك ،رحم الله الفنان رحمةً واسعة ،انا لله وانا اليه راجعون .