2023-08-29
الدولية للإعلام مايتي مصطفى
تعيش الاسر المغربية عامةً في هاجس الخوف اليومي عن مصير ابنائها من الجنسين ،وكذلك الازواج والزوجات في حد سواء ،من سرطان جديد ينتشر بين افرادها كل يوم بسرعة جنونية ،وتزداد المخاوف مع اقتراب الدخول المدرسي ،لأن من يتاجرون في هذه السموم لم يعد يقتصر على الكبار بل اصبح الشباب والشابات يستغلون اقرانهم لنشرها وسط المدارس ،وكل من حاول الدخول الى هذا العالم المظلم والجحيم الذي يأتي على الاخضر واليابس في حياة الانسان ،فالشاب لن يستوعب كيف سيتحول إلى مدمن على مخدر البوفا، الذي يحول حياته بين ليلة وضحاها إلى جحيم لا يمكن تصوره ،حيث يبدأ تعاطى البوفا في بداية الأمر رغبة منه في اكتشاف ذلك الإحساس الذي تحدث عنه البعض، وتلك النشوة والقوة الذهنية والجسدية التي يمنحها المخدر بمجرد استنشاقه، وهو ما تحول مع مرور الوقت إلى شعور بالقلق والخوف مع فقدان التركيز. كما أن السعر المنخفض لمخدر البوفا وتأثيره السريع في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة هو ما يدفع البعض للبحث عن جرعات إضافية وما يؤدي بالتالي إلى الإدمان. ولا يتعدى سعر مخدر البوفا أو كوكايين الفقراء كما يطلق عليه في المغرب 50 درهما (5 دولارات) للغرام الواحد، وهو عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كميائية من بينها الأمونياك حتى تتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال،ومن موقعنا هذا نحذر فعاليات مدنية ناشطة في مجال محاربة المخدرات من مخاطر انتشار هذا النوع من المخدرات بين الشباب على الخصوص لما ينطوي عليه من مخاطر قد تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي وتدفع المدمن إلى التفكير بالانتحار.وقد سبق لرئيسة الائتلاف المغربي لمحاربة الإدمان على المخدرات، السيدة رشيدة المقرئ الإدريسي، أن صرحت أن مخدر البوفا الذي يتكون من بقايا الكوكايين بالإضافة إلى مواد أخرى، يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والجسدية لمن يتعاطاه، ويتسبب في نوبات قلق مصحوبة بهلوسة. وأوضحت الإدريسي في تصريحها لوسائل اعلام وطنية ،أن المخاطر التي يشكلها البوفا والذي بات رائجا في أوساط الشباب بشكل متزايد تعد كثيرة ومتعددة، من بينها الشعور بالقوة والتجرد من الخوف مما قد يدفع إلى إيذاء النفس أو الآخرين. وأضافت الناشطة المدنية أن من بين آثار التعاطي لهذا النوع من المخدرات الشعور بالقلق الشديد والتوتر وفقدان القدرة على النوم لمدة تصل إلى 4 أيام مما يدفع البعض إلى استهلاكه مع أنواع أخرى من المخدرات مثل الحشيش الذي يمنح رغبة بالنوم. وبحسب الإدريسي، فإن أهم سبب وراء انتشار مخدر البوفا في أوساط الشباب والمراهقين هو رغبتهم في اكتشاف التغيرات الذهنية والجسدية التي يتيحها استهلاك المخدرات مع سهولة استمالة هذه الفئة والتغرير بها من قبل تجار الممنوعات. ودعت المتحدثة كافة الأطراف لتنسيق الجهود لمحاربة ترويج المخدرات مع تكثيف الحملات التوعوية من أجل التعريف بمخاطر الإدمان عليها على الفرد والمجتمع خاصةً داخل الأقسام الدراسية حتى يتجنبها الطلاب والتلاميذ ولا يكونون ضحية مروجيها ، ويثير مخدر البوفا قلقا شديدا في أوساط المختصين في علاج الإدمان على المخدرات، بسبب تأثيراته الوخيمة وتداعياته الخطيرة على صحة المستهلك وصعوبة العلاج منه. ويشير المختصين في علم السلوك والبرمجة الدماغية ،إلى أن مخدر البوفا أو كوكايين الفقراء يعتبر من بين أخطر أنواع المخدرات الرائجة حاليا والتي يدمن عليها عدد كبير من الأشخاص. وبيّنوا أن هذا المخدر المعروف بسعره الرخيص والذي تقبل عليه بشكل خاص الفئات من الطبقة الفقيرة يعتبر من بين المخدرات التي يصعب معالجة الإدمان عليها، لافتين إلى غياب بتروكول طبي خاص بهذا النوع من الإدمان. وتابعوا قائلين إن علاج الإدمان من مخدر البوفا يتطلب التحلي بعزيمة قوية للتوقف عن تدخينه أو استنشاقه، أو العزل في غرفة منفردة حتى يتخلص من الرغبة في هذا المخدر الخطير. استهداف التلاميذ وكانت فعاليات سياسية ومدنية قد لفتت الانتباه مؤخرا إلى انتشار ظاهرة تعاطي مخدر البوفا بشكل واسع بمحيط المدارس بالنظر لسهولة استمالة التلاميذ وسعره المنخفض. ويجب على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب ، أن تبدل مجهودات كبيرة في تنسيقها مع رجال الامن لمنع ترويج المخدرات في محيط المدارس بات يشكل ظاهرة أدت إلى بروز سلوكيات منحرفة تتسم بالعنف بين التلاميذ وتمثل عقبة حقيقة أمام مسارهم التعليمي. كما يجب التشديد على ضرورة قيام أولياء أمور التلاميذ والأطر التعليمية بتبليغ مصالح الأمن عن أي انحرافات مرتبطة بترويج مخدرات سواء داخل المدارس أو في محيطها أو ظهور آثار تعاطي على أحد التلاميذ ،وليعلم الجميع اننا معنيون جميعاً بمحاربة هذه الظاهرة التي تستوجب الرفع من منسوب اليقظة وتشديد المراقبة في محيط المؤسسات التعليمية والضرب بيد من حديد على كل من يثبت تورطه في بيع المخدرات للتلاميذ أو استغلالهم في ترويجها داخل المدارس.