الدولية للاعلام مصطفى مايتي
الأربعاء 01-06-2016
تثبت إيران يوما بعد يوم أن سياستها التدخلية في دول المنطقة والجوار متواصلة من دون توقف، ومن يتابع سياسة إيران، يجد أن نظامها يسيطر عليه فكر الميليشيات الذي يتصف بالعقلية التي يغذيها الإرهاب، فهي ليست دولة مؤسسات بل دولة ميليشيات، ولا تريد للإرهاب أن ينقطع، ولا تريد اجتثاثه لأن بقاءه من بقائها. فلإيران سجلّ حافل في العمليات الإرهابية بواسطة رجالها وميليشياتها، وسياساتها تصف كل من يخالفها بالإرهاب، وكل من يتعاون معها بالممانع أو المجاهد حتى ولو كان يرتكب جرائم حقيقية على الأرض. وفي دراسة نشرها مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، أظهرت أن نظام ولاية الفقية في طهران لم يمانع يوماً ما من دعم المتطرفين والمتشددين سياسيا ودينيا، في المنطقة والعالم، لخدمة مصالحه، ومصالح حلفائه، السياسية تارة، والطائفية تارة أخرى. لقد تعاونت إيران مع الجماعة الإسلامية في مصر نواة تنظيم القاعدة، ومع تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان، ومع الإخوان المسلمين وحماس، ثم انقلبت على كلّ هؤلاء بعد الحرب السورية وصنفتهم كإرهابيين، عندما تعارضت المصالح. ومع أنّ العالم كلّه صنّف تنظيم القاعدة تنظيما إرهابيا، إلا أن إيران قامت بإيواء عدد من قياداته بعضهم مطلوب لدى السعودية ودول الخليج، وبعضهم مطلوب لدى السلطات الأميركية. لقد استفادت إيران من الجماعات الإسلامية أكثر من استفادة تلك الجماعات من إيران؛ فقد اعتبرتها إيران ورقة ضغط إقليمية ودولية، ولعبت بوجودها على الأراضي الإيرانية، في حين أنّ تلك الجماعات لم تستفد شيئا يُذكر من إيران سوى شراء السلاح الإيراني، وتثبيت المزاعم الإيرانية والترويج الإعلامي الإيراني حول العالم أن الإرهابيين من السنّة فقط