الدولية للإعلام مصطفى مايتي
الاحد 09-10-2016
علمتني مدرسة الحياة أن فرحة النجاح مزورة حين تكون بدون كد و لا جهد و لا معاناة ، و أن لا طعم و لا رائحة و لا لون لها حين تكون مغتصبة أو مهداة . و كثيرة هي الأعلام المغربية التي حفرت طريق نجاحها بأظافرها و أسنانها ، و تحلت بالصبر و الجلد ، و تسلحت بالعصامية و الإصرار ، و تبوأت أعلى المراتب و رفعت راية البلاد عاليا في المحافل الدولية . و كنموذج لهذه النجوم الوضاءة ، نتطرق لجانب من حياة الرسام التشكيلي و الفنان المبدع أحمد التوفيق أطال الله في عمره ، و الذي حكمت مشيئة الله تعالى بأن تكون أول صرخة له في الدنيا بتاريخ 1944/06/30 بدرب البلدية - الدار البيضاء-بمثابة إعلان لبداية / نهاية الحرب العالمية الثانية . إلتحق بمقاعد الدراسة إبان الإستعمار حيث ختمها بالمدرسة التقنية "كاميل ماتيو"، القسطلاني حاليا . وظف أحمد التوفيق مؤهلاته المهنية و موهبته الفنية في تزيين الواجهات الزجاجية للمحلات التجارية عند نهاية كل سنة ميلادية طلبا في تحسين وضعيته المادية المتواضعة ، حيث آلتقطه أحد الفرنسيين الذي آستغل حداثة نبوغه الإبداعي و عبقريته في فن الطباعة على الثوب فيما يسمى ب سيلغرافي، إذ كانت رسومه و تحفه تغزو أسواق أروبا بدون علم منه . كبر الفنان الوطني و كبرت طموحاته التي دفعته ليبدع في أعمال رائعة كانت من بينها لوحات تخلد لحدث المسيرة الخضراء و لصور الملوك العلويين ، محمد الخامس و الحسن الثاني و محمد السادس . و بإيعاز من رئيس جهة الدار البيضاء الكبرى ، أقام رسامنا العصامي أول معرض له سنة 2005 بمقر الجهة ، حيث لقي إقبالا منقطع النظير و كان جل زواره من السواح الأجانب الذين لم يستطيعوا مقاومة إعجابهم بتحفه و إبداعاته . تلته بعد ذلك معارض تطوعية ، تعريفية و تثقيفية ببعض جامعات المملكة و مدارسها . و آعترافا من الجمعية المغربية الثقافية الفنية بالإنجازات الخالدة لرسامنا المبدع ، أبت إلا أن تكرمه بمناسبة الصالون الدولي للفنون العجائبية في دورتها الثانية ، بمعية أكثر من 80 رسام و رسامة من المغرب ، العراق ، الأردن ، فلسطين ، تونس ، الجزائر ، مصر ، الكويت ، لبنان ، فرنسا ، تركيا ، السويد ، إيطاليا ، تشيك ، مالي و الطوغو ، حيث ستعرض أكثر من 240 لوحة ، و الذي سيقام في الفترة الممتدة من 24 إلى 28 أكتوبر 2015 ، حول موضوع "ألف ليلة و ليلة...إحك يا شهرزاد"، بتعاون مع المؤسسات الثقافية و الجمعيات و السفارات و الملحقات الثقافية الأجنبية . و لم يستثن الأطفال و لا اليافعين من هذا الحفل الثقافي ، إذ خصصت لهم فضاءات و ورشات لتحفيزهم على القراءة و الإبداع .