الدولية للاعلام مصطفى مايتي
الجمعة 23-02-2017
وأمام “البلوكاج”، الذي طال كل المنافذ المؤدية إلى سلا، خاصة على مستوى قنطرتي مولاي الحسن والفداء، وجد مئات الراكبين أنفسهم مجبرين سلك الطريق السيار عبر قنطرة محمد السادس المعلقة عبر الضفة الشرقية لأبي رقراق في اتجاه سلا الجديدة، ثم الدخول إلى سلا. بينما لجأ سائقو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة إلى ركن عرباتهم في محطات الاستقبال، ما حال دون تمكن الآلاف من المواطنين الذين يستقلون هذه الوسيلة يوميا من بلوغ بيوتهم، وهو المصير نفسه الذي واجهه مستعملو الحافلات العمومية، الذين أُجبروا على قضاء ساعات طوال من الانتظار تحت المطر أو المكوث في مقرات عملهم بعد نهاية الدوام. هذا الوضع الكارثي، الذي خلفته أمطار فاق حجمها 100 مِم في أقل من أربع ساعات، عمدت شركة ريضال المفوض لتدبير الماء والكهرباء والتطهير السائل بالعدوتين إلى مضاعفة فرق التدخل عبثا ، لكن دون أن تجد لهم أثرا. كما أعلن رئيس الجماعة الحضرية لسلا عن إحداث خلية أزمة بتنسيق مع عامل المدينة والسلطات المحلية، والوقاية المدنية وشركات الأشغال وشركات النظافة. بيد أن المواطنين بسلا، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، صبوا جام غضبهم على السلطات التي يرون أنها أهملت المدينة وعرت التساقطات إهمالهم، وانتقد المعلقون على موقع التواصل الاجتماعي المجالس المنتخبة، داعين المواطنين إلى البحث عن المستشارين الجماعيين وإخبارهم بما يقع ليتحركوا ويتحملوا مسؤوليتهم. ودعا آخرون إلى تفعيل لجان لليقظة والعمل على إنقاذ قاطني الأحياء الهامشية التي لا تتوفر على بنية تحتية قادرة على تحمل قوة التساقطات الغزيرة. في هذا السياق، لم يجد “جامع المعتصم” عمدة مدينة سلا، غير التعبير عن أسفه لما حصل، مضيفا أنه من الطبيعي أن تقع هذه الفيضانات لأن “التساقطات كانت قياسية واستثنائية”، ولم تتحملها شبكات صرف المياه. وقال المعتصم “نحن نعمل، رفقة الجهات المختصة والشركة المفوض لها تدبير القطاع، على حل المشكل في أسرع وقت”، معبرا عن أمله في انحباس الأمطار قليلا حتى يتمكن أفراد الوقاية المدنية والجهات المختصة من توصيل الآليات. أمام امتعاض المواطنين العالقين على طرقات سلا حتى العاشرة ليلا، من غياب أي تدخل للجهات الوصية لفك “اعتقالهم” على الطرقات، قال مسؤول في جهاز الوقاية المدنية إن بطء التدخلات راجع إلى انسداد الشوارع بسبب الفيضانات التي عرفتها المدينتان، وهو ما جعل مهمة نقل الآليات شبه مستحيلة، فيما قال أحد مهندسي شركة تدبير الصرف الصحي بسلا إن توقف المواصلات، بما فيها القطار والطرامواي، وضع حاجزا أمام تنقيل آليات السلطات المعنية للتدخل الميداني