الثلاثاء 12 ـ 09 ـ 2017
الدولية للإعلام م. بحيري
كما هو معلوم انطلقت بخريبكة النسخة 20 من "مهرجان السينما الافريقية " التي يحتضنها -كالعادة- المركب الثقافي مولاي يوسف خلال الفترة الممتدة من 9 شتنبر إلى غاية 16 منه. وإذا كانت النسخ الفائتة من ذات المهرجان قد تخللتها العديد من الاختلالات وعلى مستويات عدة، فإن حفل افتتاح الدورة الحالية لم يرق إلى المأمول وذلك من خلال التأخير الذي طال انطلاقته دون مراعاة لأهمية الزمن، وكذا على مستوى الاكتظاظ الذي عانت منه القاعة وخاصة من جانب الحضور اللافت لصغار السن في الوقت الذي بقي فيه مدعوون بدون مقاعد.. وفي سياق آخر فإن الدورة الحالية وكسابقاتها لم تلتفت إلى العديد من الكفاءات المحلية الإعلامية و الثقافية التي أطالها التهميش غير المبرر.. وكقراءة نقدية أولية للأفلام المشاركة منذ دورات يستشف أن نوعية الأفلام المعروضة وخاصة على مستوى المسابقة أضحت محل جدال ونقاش وتطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة المقاييس والمعايير الفنية المعتمدة في عملية انتقاء واختيار الأفلام المبرمجة أم فقط "غير كور واعط لعور" كما يقول المثل..حيث أن ما لوحظ خلال الدورات السابقة أن أفلاما قد تمت برمجتها رغم أن مضامينها بوجه عام قفزت على الجانب الأخلاقي والقيمي المطلوب بل أطلقت العنان وبكل فظاظة لمشاهد الميوعة بكل تجلياتها في غياب أي احترام للذوق الفني الإنساني الرفيع.. ومن خلال هذه الظاهرة التي استرسلت بحدة منذ عدة دورات يتضح أن هناك ارتجالية وعشوائية في عملية انتقاء الأفلام المشاركة في غياب الحس والذوق السامي الرفيع المطلوب، وكأن الهم الوحيد هو تنظيم الدورات ليس إلا كيفما كانت القيمة النوعية للأفلام المشاركة..!! وهذا ما يتنافى - طبعا- مع مفهوم السينما النظيفة التي ترتقي بالإنسان..
يذكر أن مهرجان خريبكة يكلف اعتمادات مادية هامة وغير ذلك وبالتالي ليس من المنطق ولا الحكامة الفنية أن توظف في غير موضعها السليم الذي لا يخدم كل ما هو قيمي وهوياتي.. إن الواجب يحتم على الجهات المسؤولة إعادة النظر في جانب تدبير عملية انتقاء أفلام المهرجان وإحضار التدبير الجيد وذلك انسجاما مع توصيات المناظرة الوطنية حول السينما التي انعقدت في 16 - 18 أكتوبر 2012 والتي استهلت برسالة ملكية سامية شددت على ضرورة الرفع من جودة التظاهرات السينمائية وكذا تثمين الهوية المغربية مع الانفتاح الواعي والمتبصر على تفاعل الثقافات والقيم الإنسانية الكونية..تجدر الإشارة في الأخير إلى أن بعض الفاعلين السينمائيين المدعوين من خلال تجارب الدورات الفائتة لم يقدموا أية إضافة للمهرجان ولم يشكلوا أية إضافة تذكر بل كان تركيزهم ينصب فقط على الاستفادة من خدمات المهرجان من أكل ، شراب ، نوم وغير ذلك..