السبت 27 ـ 04 ـ 2018
الدولية للإعلام : عن جريدة المساء رضوان مشواري
" ومن التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي من المسيرين ..." هي واحدة من أبرز فقرات الرسالة الملكية، التي وجهها جلالة الملك للمشاركين في المناظرة الثانية حول الرياضة بالصخيرات، التي تقترب من إكمال عقدها الأول على انعقادها، رسالة حملت العديد من عبارات الانتقاد للقيمين على الشأن الرياضي ساعتها ووضعت الأصبع على الجروح.
أحدثت الرسالة رجة داخل الوسط الرياضي وعجلت بإصدار قانون التربية البدنية 30.09 والقانون الأساسي النموذجي للجامعات الرياضية أملا في تجاوز الاختلالات وإقرار الشفافية والنجاعة والديمقراطية في تسيير الجامعات والأندية.
واقع الحال يؤكد بالملموس بأن لا شيء تغير بعد مرور عقد من الزمن سواء بالنسبة للجامعات أو الأندية القائمة الذات حينها أو الجامعات والجمعيات، التي تم تأسيسها بعد مناظرة الصخيرات على غرار جامعة الأيكيدو، التي تم إنشاؤها لجمع شمل ممارسي هذا الفن الرياضي وإنهاء مرحلة اللجنة الوطنية التابعة لجامعة الجيدو.
فهذه الجامعة الفتية فقدت بوصلتها بعد سنوات قليلة من نشأتها، لا هي استطاعت احتواء أعضاء اللجنة الوطنية للأيكيدو التابعة لجامعة الجيدو، و لا هي استقطبت بعض ممارسي هذا النوع الرياضي بشكل مستقل، ولا هي انخرطت بالاتحاد الدولي، فقط حاولت إخفاء فشلها باستقطاب 34 لجنة في أنواع رياضية مختلفة عن الأيكيدو، وإن كانت تشترط على كل لجنة أن تقدم ما يُثبت تمثيليتها بالاتحاد الدولي لهذا الصنف الرياضي، وهي التي لا تنتمي أصلا إلى الاتحاد الدولي لرياضة الأيكيدو.
فعوض المبادرة إلى لم شمل ممارسي فن الأيكيدو وتوحيد الجهود لضمان مكان لها بالاتحاد الدولي، دخلت الجامعة في صراعات جانبية مرة مع أحد الممارسين، الذي تم تجريده من جميع الأحزمة و منعه من الممارسة في أي نادي، ومرة مع عصبة الوسط الشمالي حين سعت إلى تقسيمها عبر إنشاء عصبة جديدة بجمعيات لا تتوفر على ممارسين وتسعى إلى التشطيب عليها في الجمع العام القادم، وها هي الآن تدخل في صراع مع جمعية رياضية لا لشيء عدا أنها تمارس حقها الدستوري في تنظيم ملتقى دولي بحضور خبير دولي.
لقد تعددت أخطاء هذه الجامعة، فبعد السفريات الماراطونية خارج الوطن لبعض المحظوظين من أعضاء مكتبها المديري دون تحقيق أي مكسب، وبعد فضيحة توزيع الأحزمة دون استحقاق بشهادة المدير التقني للجامعة، ولدينا تسجيلا يثبت صحة كلامنا، عكس ما ادعاه أحد المدافعين عن الجامعة، الذي كان بالأمس القريب عضوا باللجنة الوطنية وأحد أشرس المعارضين لتأسيس الجامعة، وهو بالمناسبة واحد من المستفيدين و يجمع بين مجموعة من المناصب فهو عضو المكتب المديري ( السلطة التنفيذية)، و رئيس لجنة الأنظمة والقوانين (السلطة التشريعية)، ورئيس اللجنة التأديبية (السلطة القضائية)، ورئيس لجنة اليايدو ومديرها التقني، ها هي الآن تدخل نزالا من نوع آخر باستدعاء بعض الممارسين للمثول أمام أعضاء المكتب المديري و ليس أمام اللجنة التأديبية، لا لشيء عدا مشاركتهم في ملتقى دولي، قيل بأنه غير مرخص من طرفها مع العلم أن القانون يسمح بتنظيم نشاط رياضي لا يترتب عنه أي لقب دون الحصول على ترخيص لا من العصبة و لا من الجامعة.
يبدو أن أشباه هؤلاء المدافعين عن الجامعات لم يستوعبوا بعد مضامين ما حملته الرسالة الملكية، ولا يعتبرون أنفسهم معنيين بما تحمله.