الثلاثاء 03 ـ 07 ـ 2018
الدولية للإعلام: ع. زباخ الإدريسي
صدر للزجال محمد ضريف ديوان "وشام الضو" في حوالي 100 صفحة وهو مجموعة من القصائد الزجلية تحت عناوين مختلفة: عيطة م لخاطر، عيطة بالجدبة ،عيطة فالظلام ، الضو ، حمو فهمو ، حورية ، إلى آخر الديوان..
عند قراءتي لهذا الديوان بعد أن سلمه لي زميلي الزجال محمد ضريف وجدت نفسي أمام حياة دنيا كلها تجارب ومحن ، أمام إهداء خاص ومعبر ، إلى الصديق الذي انتشلني من الضياع أهديك هذا الإبداع لتشاركني متاهتي، انفعلت لاعتبار قدمه الشاعر الزجال إلى شريحة معينة داخل المجتمع إلى الجلاد الذي عذبه، لما تهت أمام بداوة الكلمات، أمام عفويتها الناعمة ، قصف يسمع من بعيد وضوء لنغم دفين.
لقد وقف أمامي الزجال محمد ضريف صلبا علمته الحياة وعلمه نسيجها الذوبان ما لم يتعلمه في فصول الدراسة.. ففي قصيدة "عيطة م لخاطر" يقول :
عندي الحق
نتعجب
نعمر القلب
نخرج همي لمعذب
ونكتب أنا ماشي كسيبة
يسمنها كساب
برقة فلتت لسحاب ...
لقد اخترق جدار الصوت وتعدى مظاهر التعسف الإجتماعي في قصيدة الضو :
الضو
الضو هنا
لهيه الضو
القدام الضو
حيث الضو مكان
يعري لغدر
يفضح السر
لقد احترق محمد ضريف وتكوى ليضيئ بإحساسه النبيل وإبداعه صورا صورا من الواقع، انفعل وأبدع عن الحاضر والغائب فجاء الديوان بمثابة الخلاص من مخاض طال كثيرا، فهو بكاء نهارا، درب مظلم، صياح لايسمع، سراح لايطلق، شكوى ليلا، شمعة تذوب و تضيء، دم في العروق وهو ما عبر عنه في قصيدته: هدا ياالحرف هدا تايجي الكلام ونبدا نكتب لنجوم
تطلع صباحي
يا دمعة حق
سيلي نورك مدادي
نتبع ضوك فين ما هرب
ويقول أيضا في قصيدة "عيطة في الظلام" وهي التي كتبها في فترة سجنه بالسجن المدني بخريبكة سنة 1997 (مجموعة المعطلين) بين جدران الألم والعذاب والمعاناة والتي يعتبرها البعض أن مسلوب الحرية لايمكن أن يكون كامل العقل والأهلية ( خصوصا أن محمد ضريف تم اعتقاله أيضا في سنة 1984) :
العامر فينا فاض
وغسلنا بهواه
تقلق داك الحر
داك الطير فموكة
برد غديدو وكعد يعاير
كون الخير ف الحمير
ت البغال ف السربة
باين الخيل اتغير
فنصوص الديوان الزجلية صفاء للنفوس، تهذيب لها،صقلة ، دواء للأمراض الفتاكة التي تنخر المجتمع، ماء يجب أن نغتسل به من خطايانا ، يجب أن نعيد الوضوء للطهارة ، إنها تعبير عن الشقاء، عين تسيل بالدمع، أبواب تفتح في وجوهنا، غربال، أزجال تعبر عن صفة الإنسان الصادق ، المخلص، المحب للغيروللخير، نظرة واقعية للمجتمع، رائعة في معانيها تنفذ إلى عمق القارئ بجمالية رقيقة.. إنها قصائد يجب أن تقرأ بالمقلوب وأن يملأ كل منا الفراغ الذي تركه محمد ضريف..
طيري قايد الطيور
سيد الحجلة
حاكم الزرزور
ختاما لقد جاءت قصائد ديوان الزجال محمد ضريف حقيقة وعاكسة لواقع معيش وليست غير ذلك..