الخميس 27 - 09 - 2018.
الدولية الإعلام عبد المجيد رزقو
إعداد وتصوير عبد المجيد رزقو
كنت مسرورا جدا وأنا أغطي افتتاح مكتبة متعددة الوسائط لمؤسسة "ابن دريد"، الابتدائية بعمالة مقاطعة سيدي عثمان. أحسست بالمتعة وأنا أشاهد مجموعة من التلاميذ وهم يصطفون مثني مثنى، متوجهين نحو المكتبة، في انتظار مدير أكاديمية جهة الدار البيضاء سطات. دخلوا إلى القاعة، ثم تفرقوا إلى مجموعات؛ منهم من توجه إلى الحواسب من أجل معانقتها وفك أسرارها، والباقي بين طاولات الرسم والكتابة وفضاء القصة القصيرة. طلبت من المعلمة أن يتوجه بعضهم إلى المكتبة الحائطية، فلبوا النداء مسرعين إليها. أحسست بأن هذه الفئة من التلاميذ يعانقون مثل هذه المكتبة الجميلة المتنوعة، التي تناسب سنهم ومستواهم الدراسي، لأول مرة. بدأوا يتفحصونها بعناية خاصة، كمن وجد ضالته فيها. من يهوى القراءة أخذ قصته المصورة إما بالعربية أو بالفرنسية وأطلق عنانه للقراءة. فقلت في نفسي شكرا لشركة بيك لأقلام الحبر، فعلا شركة مواطنة، كان بإمكانها أن تضع هذه المساهمة في بناء الأقسام والزجاج وتبليط الساحات، لكن فكرت بأن أهم شيء هو الاستثمار في البشر، وبالخصوص هذه الفئة الصغيرة المحتاجة إلى مثل هذه المبادرة الإنسانية التربوية الثقافية بامتياز. سهرت شركة بيك على إعادة صباغة القسم، وأحسنت وضع المكتبة الحائطية في الركن المقابل لبابه، مما يجعل كل من زار المكتبة يرى الكتب أولا. وقامت كذلك بصبغ واجهة المكتبة باللون الأصفر الفاقع، وأنتم تعرفون بأن أول ما يتأثر به الطفل هي الألوان الفاقعة مثل الأصفر والأحمر، ونسميها في علم التصوير بالألوان الساخنة؛ أي القوية. فعلا كل مقومات نجاح هذه الفكرة اختيرت بعناية.
وانأ أغادر أحسست بنوع من القلق وأنا أشاهد هذه الحشود الغفيرة التي تنتظر أمام المؤسسة التعليمية، وقت الدخول إلى المدرسة، وأخرى سوف تخرج. قلت في نفسي هذه المبادرة طيبة وجميلة، لكنها تعتبر نقطة في بحر عميق، لا يمكن لجل هؤلاء الأطفال أن يلجوا المكتبة. ولو برمجنا لهم وقتا طيلة السنة الدراسية. في نظري سوف تقتصر على فئة معينة، والله أعلم. العدد كبير جدا، والمكتبة تعتبر صغيرة مقارنة مع العدد.
إذا لم تستفق جمعيات الآباء بالمؤسسات التعيلمية، وتغير منهجها في التعامل مع حاجيات الطفل الذي سيعيش في زمن السرعة والعولمة، من انشغالها بالاستثمار في البناء والزجاج وتبليط ووووو إلى الاهتمام بحاجيات الطفل المستقبلية، مثل تأثيث جل الأقسام الدراسية بالمكتبة الحائطية، وتشجيع القراءة، وتبادل الكتب، وتنظيم المسابقات حول موضوع القراءة، والاهتمام بالحفل الختامي، وإعادة المسرح إلى قلب المؤسسات، عن طريق خلق شراكات مع جمعيات المجتمع المدني، والتشجيع على ممارسة الرياضة بفتح المؤسسات التعليمية أيام السبت والأحد لأطفال المؤسسة، للتباري حول بطل المؤسسة، سيضيع جيل وراء جيل.
الأفكار كثيرة، وأصبح تطبيقها اليوم سهلا مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. سهل جدا. يا جمعيات الآباء شمروا على سواعدكم، فمشكل التمويل اليوم لم يعد عويصا. فوزارة الداخلية أصبحت شريكا بتوصية ملكية، أنقذوا هده الفئة، فهي عماد البلاد في المستقبل القريب.