الدولية للاعلام

الاثنين 2018/12/31

عاشت الجزائر سنة 2018 أحداث مثيرة شغلت الرأي العام الوطني وتصدرت عناوين الصحف ونشرات الأخبار في القنوات العمومية والخاصة وتجاوز بعضها الحدود لتتناقلها وسائل الإعلام الدولية نظرا لأهميتها وإرتداداتها.

تنوعت تلك الأحداث في عدة مجالات وتوزعت على إثنا عشر شهرا، بعضها دخل سجلات الذاكرة مثل فاجعة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك، بينما ما تزال بعض القضايا مفتوحة كفضيحة تهريب 701 كيلوغرام من الكواكيين التي تم حجزها في ميناء وهران.

الأربعاء الأسود … سقوط طائرة بوفاريك

كان يوم 11 أفريل من سنة 2018 الأكثر سوادا سنة 2018، إذ استقيظ الجزائريون في التاريخ الذي صادف يوم الأربعاء على خبر سقوط طائرة عسكرية من نوع “إليوشين” قرب مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة دقائق بعد إقلاعها.

مع مرور ساعات ذلك اليوم اتضح أن الجزائر أمام أكبر كارثة جوية حيث سقط في الحادثة 257 شهيدا بين عسكريين وأفراد عائلاتهم الذين كانوا متوجهين لأداء مهامهم النبيلة في حماية الوطن والذود عنه.

استمر انتشال الجثث والتحقق منها لأسابيع لتنطلق الجنائز في معظم الولايات وتودع قوافل الشهداء في جنائز مهيبة أظهرت عظمة حراس الوطن في عيون الجزائريين.

حاوية الكواكيين .. سقوط عصابة البوشي

في يوم 29 ماي وعلى لاساعة السابعة والنصف مساء بث التلفزيون الجزائري خبر حجز 701 كليوغرام من الكوكايين في حاوية بميناء وهران، ليفطر الجزائريون في اليوم الرمضاني على أكبر عملية لتهريب المخدرات الصلبة التي عرفت في وقت لاحق بقضية “البوشي”.

استغرق الوقت أياما ليتضح أن المستورد الرئيسي للحاويات يدعى كمال شيخي وهو من كبار المستوردين للحوم المجمدة، وقد أظهرت التحقيقات مع التمهم الرئيسي والتسجيلات التي تم حجزها في مكاتبه بالعاصمة تورط مسؤولين كبار في الدولة في علاقات مشبوهة مع الرجل.

عزل اللواء الهامل بعد تصريحه الشهير

تطورت قضية “البوشي” وأصبحت تظهر في وسائل الإعلام كصراع سياسي بين جهات في أعلى هرم السلطة مع ورود اسم نجل المدير العام السابق للأمن الوطني عبد الغاني هامل، وسائقه الخاص الذي تم إيداعه السجن بالمؤسسة العقابية بالحراش.

عزز هذا الطرح تصريح اللواء الهامل يوم 26 جوان، حيث أوضح بأن التحقيق الخاص بقضية الكواكيين تعرض لتجاوزات وإختراقات حدثت خلال التحقيق الابتدائي، ليخاطب خصومه في السلطة بالقول “إن من يحارب الفساد لابد أن يكون نظيفا”.

لم تمر أكثر من 5 ساعات من تصريح الرجل القوي في النظام والذي كان يوصف بأنه أبرز المرحين لخلافة الرئيس بوتفليقة، حتى أذيع خبر إقالته من منصبه وتعيين مدير الحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري في منصبه.

إيداع 5 جنرالات سجن البليدة

أمر القضاء العسكري يوم 15 أكتوبر بسجن 5 من أبرز الجنرالات الذين شغلوا مناصب حساسة في المؤسسة العسكرية على مدار 20 سنة الفارطة، حيث ووجهت تهم”الثراء غير المشروع واستغلال الوظيفة السامية”، لكل من اللواء الحبيب شنتوف، القائد السابق للناحية العسكرية الأولى، واللواء عبدالرزاق شريف، القائد السابق للناحية العسكرية الرابعة، واللواء سعيد باي القائد السابق للناحية العسكرية الثانية، واللواء بوجمعة بودواور المدير السابق لدائرة المالية بوزارة الدفاع الوطني، واللواء مناد نوبة، القائد السابق لجهاز الدرك الوطني.

وفي يوم 5 نومفبر صدر قرار من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بالإفراج عن الجنرالات الخمسة ليغادروا في نفس اليوم السجن العسكري بالبليدة.

غلق البرلمان بالكادنة وإقالة بوحجة

كانت صورة بوابة المجلس الشعبي الوطني وهي مغلقة بواسطة “كادنة” يوم 15 أكتوبر من أبرز مشاهد 2018، حيث أقدم نواب يطالبون السعيد بوحجة بالإستقالة من رئاسة الغرفة السفلى للبرلمان على تعطيل أشغال المجلس ومنع وصول الرجل الثالث في الدولة إلى مكتبه.

البداية كانت ببيان نهاية شهر سبتمبر وقعه رؤساء 5 كتل برلمانية تمثل الأغلبية طالبوا فيه بإقالة بوحجة من منصبه، غير أن الأخير تمسك بمنصبه وبقي يقاوم ضغوط النواب وجهات أخرى في السلطة لمدة 4 أسابيع قبل أن يلجىء النواب إلى تطبيق ما أسماه الوزير الأول أحمد أويحيى “سياسة الأمر الواقع” ويقوموا بتثبيت شغور منصب بوحجة لينتخب معاذ بوشارب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني في 24 أكتوبر.

عياش محجوبي .. من البئر إلى القبر

لم تكن سنة 2018 لترضى أن تختتم بدون تسجيل حدث مأساوي، فكان موعد الجزائريين مع حادث أليم شد أنظارهم بعد تسجيل سقوط الشاب عياش محجوبي يوم 17 ديسمبر في بئر ارتوازي بقرية أم الشمل بلدية الحوامد بولاية المسيلة، وقد بقي الشاب على قيد الحياة لأكثر من 48 ساعة وهو على عمق 30 مترا حسب روايات شهود عيان.

لم تثمر جهود الحماية المدنية ولا حتى الهبة الكبير للمتطوعين في إنقاذ عياش حيث أعلنت وفاته يوم السبت أي بعد 4 أيام من حادثة السقوط واستغرق انتشاله وقتا إضافيا حتى يوم الأربعاء ليوارى الثرى يوم الخميس.