الدولية للاعلام
الثلاثاء 2019/01/22
"الكمأ"... ذلك الفطر الموسمي النادر المعروف شعبيا بـ"الترفاس، "الشبيه بالبطاطس و الذي ينتشر ببعض المناطق الصحراوية، و الذي يصل ثمن الكيلوغرام الواحد الى حوالي 300 درهم، كان سببا في وفاة صحراوي بمخيمات تندوف، يدعى "عمار عناي"، كان يعمل قيد حياته بالناحية العسكرية الخامسة.
وفاة ذلك الشاب لم تنتج عن أكله لهذا الفطر الموسمي، بل بسبب جشع قائد الناحية العسكرية الخامسة "الطالب عمي ديه" الذي وضع سيارة الإسعاف الوحيدة التي تتوفر عليها الناحية، تحت تصرف بعض معاونيه لكي يستعملوها في نقل "الترفاس" و بيعه لبعض التجار الجزائريين.
"عمار عناي" أحس بآلام في المعدة مما جعله طريح الفراش لأربعة أيام في المستوصف العسكري الذي لا يتوفر على أبسط أدوات التدخل الطبي بالمنطقة العسكرية المذكورة، و بعد طول انتظار لنقله على متن سيارة الإسعاف التي كانت في مهمة "ترفاسية"، اضطر المرحوم للتنقل بوسائله الخاصة إلى المخيمات إلا انه لفظ أنفاسه الأخيرة ساعات بعد وصوله إلى منزل عائلته.
تنديدا بهذا الحادث، نظمت عائلة المرحوم و بعض أصدقائه وقفتين احتجاجيتين أمام مقر وزارة الدفاع الصحراوية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين، إلا أن وزير الدفاع "عبد الله لحبيب البلال" لم يحرك ساكنا رغم معرفته بحيثيات الحادثة.
المسؤولية المعنوية و الاخلاقية في وفاة "عمار عناي" يتحملها بدرجة أولى رئيس الجمهورية "إبراهيم غالي" بصفته القائد الأعلى للجيش،و بدرجة ثانية وزير الدفاع "عبد الله لحبيب البلال" بحكم منصبه العسكري، و بدرجة ثالثة قائد الناحية العسكرية الذي رخص لمعاونيه استعمال سيارة الاسعاف في جمع "الترفاس".
من جانب آخر، مجرد تسخير سيارة إسعاف لأغراض تجارية يعري واقعا خطيرا تعيشه المؤسسة العسكرية الصحراوية و ينسف تلك الصورة الحماسية عن المناورات العسكرية و يجعل من كل الخطابات التي تتغنى بـ "الجاهزية" مجرد كلام موجه للاستهلاك الإعلامي.