واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم سلسلة غاراته على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني في قصف استهدف منزلا بدير البلح، وذلك بعد يوم هو الأعنف استشهد فيه 27 فلسطينيا بينهم أربعة أطفال قضوا نحبهم في مجزرة بخان يونس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قوله إن 'المواطن سالم صالح فياض (25 عاما) استشهد في مدينة دير البلح، وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة'، وأضاف أن شخصين آخرين أصيبا بجروح في الغارة نفسها التي أدت إلى تدمير المنزل.
من جهته، أكد مصدر أمني أن عددا من المنازل القريبة لحقت بها أضرار، في حين أصيب أربعة مواطنين في قصف مدفعي نفذته دبابات على المنطقة الشرقية بـرفح في جنوب قطاع غزة.
أهداف متفرقة
كما قصفت مقاتلات إسرائيلية فجر اليوم أهدافا متفرقة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وشملت الغارات مناطق جباليا والمغازي ومحيط مدينتي خان يونس ورفح وفقا لمصادر فلسطينية، كما تعرضت مناطق في محيط مدينة غزة -بينها حي الشجاعية ومفرق السرايا- لقصف جوي.
وذكرت المصادر الفلسطينية أن زوارق حربية إسرائيلية استهدفت -بدورها- مواقع قريبة من شواطئ مدينة خان يونس جنوبي القطاع, في حين أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف على محيط خان يونس ورفح.
وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن إحدى الغارات التي نفذت فجر اليوم دمرت محلا للصرافة في مدينة غزة.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية قبل ساعات من سريان هدنة لمدة خمس ساعات بدءا من العاشرة صباحا بتوقيت القدس المحتلة. وبادرت تل أبيب إلى إعلان موافقتها على الهدنة -بناء على اقتراح من الأمم المتحدة- ولاحقا أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على الهدنة.
شهداء وتصعيد
وكان 27 فلسطينيا بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة قد استشهدوا بنيران زوارق حربية إسرائيلية على شاطئ البحر قرب ميناء غزة.
كما شهدت الساعات الماضية سقوط عدد آخر من الشهداء ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى شهيدا 227 بينهم 49 طفلا ونحو 1700 جريح معظمهم من المدنيين.
يشار إلى أن مراسل الجزيرة إلياس كرام قال إن المجلس الوزاري الإسرائيلي صادق أمس الأربعاء على استدعاء ثمانية آلاف جندي من الاحتياط ليلتحقوا بـ48 ألفا تم استدعاؤهم سابقا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون قد أعلنا في وقت سابق أمس الأول استئناف الهجوم على غزة، بسبب ما سمياه رفض حركة حماس المبادرة المصرية واستئنافها إطلاق الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية.
وأعلن نتنياهو أن إسرائيل ستوسع حملتها العسكرية على غزة وتكثفها، مهددا حماس بجعلها تدفع الثمن غاليا لرفضها المبادرة المصرية لوقف
إطلاق النار.
يواصل الجيش الاسرائيلي صباح الجمعة عمليته البرية التي بدأها مساء الخميس ضد قطاع غزة بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الاسرائيلية الى 260 قتيلا والفي جريح منذ بدء العملية الاسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو.
وقتل 19 فلسطينيا بينهم طفل رضيع في بضع ساعات بالاضافة الى جندي اسرائيلي منذ بدء العملية البرية الاسرائيلية مساء الخميس على الرغم من دعوات المجتمع الدولي الى تجنب التصعيد والخسائر في صفوف المدنين.
واعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة مقتل احد عناصره ليل الخميس الجمعة في شمال القطاع. وهو اول جندي اسرائيلي يقتل منذ بدء العملية البرية على غزة مساء الخميس.
وكتب الجيش الاسرائيلي على حسابه الرسمي على تويتر "قتل جندي اسرائيلي في المواجهات خلال العملية البرية في غزة الليلة الماضية. وتم ابلاغ عائلته".
واغلق معبر ايريز الحدودي المخصص لعبور المدنيين مع اسرائيل ايضا.
وتبدو غزة مدينة اشباح اذ خلت الشوارع تماما من السكان الفلسطينيين لكن الوضع كان هادئا صباح الجمعة.
ومساء الخميس، توعدت حماس بان تدفع اسرائيل "ثمنا غاليا". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة ان بدء الهجوم البري "خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب وسيدفع ثمنها الاحتلال غاليا وحماس جاهزة للمواجهة".
واكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة فرانس برس فجر الجمعة ان الهجوم البري الذي بدأه الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة آيل الى الفشل.
وقال ان "ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي (...) لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان".
واضاف ان "شعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة لهم مطلب واضح: وقف العدوان والعقوبات الجماعية على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وإنهاء الحصار على غزة بصورة نهائية