• haut

الطريق المختصر للجنون

 الدولية للاعلام

الاحد 2019/05/26

بقلم :عبدالقادر العفسي

احتفاءا باليوم الوطني للمسرح قُدمت مسرحية " قميص حمزة " لمؤلفها ذ. "عبدالاله السماع " و إخراج " مراد الجوهري " و من أداء ذ. "أحمد بلال " التي عُرضت بسينما " أبيدا " بالعرائش يوم 21 ماي من السنة الجارية بحضور نوعي احتضنته جمعية " فضاءات ثقافية " للكاتب ذ. "عزيز قنجع " ، و في مساحة الصمت بزمن يناهز الساعة كشف الركح و تحدثت الخشبة مع المونودراما في زوايا الكشف و ضحالة الوجود و الرغبة في الصراخ تصل حد السخرية من العالم لشدّة واقعية اللوحات المحتشدة بخطاب البؤس و السواد و الموت في اختبار للعقل و مخيلته ، حيث يُجسد ( يونس و حمزة و ذات المؤلف/الضمير/الروح ) عنوان سريع و متحول من جوانب المأساة تتوزع بين طبيعة السلوك البشري و خطاب الحياة ، مما جعل ضيق الكراسي و وجوه الجمهور في حالة نفور من الوجود مع نوتات تكتسي الآهات بموسيقى أشبه ما تكون ارتداد للصدى في الخلاء تمكن من خلالها "نور الدين الخاتر " أن يكشف العتمة بصوت جسده بياض أنثوي ل " نهال سحنون " مفعم بالإيحاء يزيد من الاستفهام في لوحات العرض حيث افتقد الزمن في حواشي المابعديات والواقع في مسارات انتقالية تتفرع بين الزمن الدائري و المتقطع تحفز الغضب و القلق تقترح علينا أننا هم و هم نحن ، لكون المؤلف و المخرج استبعدا التقليد و أقحموا عوالم نفسية تخوض في العقل و تخلخل قواعد التمثيل المونودرامي في مفارقات تحمل اللاثمتيل و الثمتيل في الحكي و السرد و التقمص بتشخيص متقن ، أُحكم فيه غرق الجمهور مع كل لوحة عن طريق اختراقه و دعوته الى الانتباه ، بعمل ساحر أصبح فيه الجهور مُمَثلا و ضحية في آن لصالح النص المسرحي و أدائه .

تحكي مسرحية " قميص حمزة " عن الضمير الانساني مجسدا في نطاق المابعديات في البعث بعد الحياة ليتحول الى "يونس" و "حمزة" و رموز تحمل القضية الفليسطنية في ثناياها و الفاشية في مسارها و العنف في سياقها و الوجود في ماهيتها ، في بنية صراع حارق للإنسانية وُضعت على مشرحة النقد مُتجاوزة التفاصيل الصغيرة مُبرزة الاحالات الواقع في عنف المحتل ومسألة التزييف و التعتيم الذي يشهده العالم بإخفائه في مسودات " القميص " الذي يعري الحقائق و يوسع مراوح الرؤيا بيننا كنحن و الخفاء ، و لعل كذلك أنّ العرض أكد نفسه من خلال اللوحات المتنوعة في إعادة تذكيرنا بالمهام المطلوبة هي عبارة عن تلميحات بجزئيات تضمحل و تعود في شحنة صدامية عاطفية لا يمكن تفادها في هذا العمل المسرحي ضد التطبيع مع أعداء الانسانية بجرأة سيكولوجية تتفجر ، بالتالي تستغور العقل بصرخات مخفية فيما العجز و صور الالغاء من الوجود بطرق غير مبررة تسيطر و تشكل حقيقة ثابتة في العمل ، لأنه يحكي عن أشياء جرت أحداثها في الماضي و مستمرة مستقبلا و في كل امتداد زمني بدا معه شكل التقطيع الى لوحات عدّة تحول للشخصية حيث برزت فلسفة المسرحية و مراحل التحول هذه .

إن ذ. " عبدالاله السماع " المؤلف و الكاتب نجح بشكل مختصر اختصار الطريق المؤذية للجنون بما تضمنه النص من تجاوز رشيق ل "تشيخوف " أو "جون جوني" في البعد التراجيدي مسخرا في هذا العمل اللغة العربية الفصى معبرا عن الخصوصية و الانتماء و التكوين و التكامل في التأليف لنص من نوعية المونودراما ، إلاّ أن ذ. "مراد الجوهري " المخرج جمع الجوانب المشكلة للنص على المستوى النفسي و التناقضات مُوازنا التقاطعات الحاصلة للإنسانية مخاطر بالعمل التأليفي في الظاهر لكنه تفرد في الاعداد للمتعة الفكرية و الحسية ، فعلى طول العرض تشعر بالقراءة السيكودرامية المفتقدة بأعمال من هذا النوع حيث تهرب الدلالة و تتفكك ثم تتقدم في استدعاء للميت (الضمير الانساني/الروح ) مجسدا الحاضر تتمازج فيه الازمنة و تذوب ، تُمْعن الابحار في العقل و النفس مانحا المشخص تعدد الخطاب و التواصل مع الجمهور بشكل متفرد متجها اليهم بأوراق يتفحصنها معا بقوله: "ما تفهموش" ، طارحا تساؤلات عدّة حول ما إدا كانت الروح تحتج و تنتفض ، رابحا معادلة جديدة تطرح على الخشبة .. متجاوزا بما يعتقده البعض المقدس في العمل المونودرامي ، لكن ثمة و قفة خاصة في هذا العمل النادر اضافة الى التميز و التفرد هو احكام السيطرة من طرف المخرج على المشخص دون الاحساس بتضخم الانا أو الاقتصار على الحكي و الصراح ، بأدوات فنية متكاملة للفعل الدرامي دون التورط في اللعب الأوحد داخل الركح ، فالجمهور أولا كما تمت الاشارة و تعدد الشخوص دون الدخول في عملية التعويض التي تفرضه غالبا المونودراما و كدا الاصوات الغنائية ، مما أعطى الجمالية و الحيوية و الابداع النابعة من قوة النص و رؤية المخرج الخلاقة الذي ترجمها ، فيما ابتلاع الممثل " أحمد بلال" الدور بالتناص و استجابته المطلقة لما خلق من أجله في ارتقائه بالأداء وجدانيا مع التقلب و التحول حيث يصبح الباطن مكشوفا عنده و المكشوف باطن ببداية العمل الى نهايته .

بالمحصلة العرض انطوى على خلجات انسانية عميقة من حب و غضب و ألم ... كأنما ذ. "عبد الاله السماع " استنطقنا جميعا بكافة هواجسنا و تناقضاتنا الداخلية في المكاشفة مع الذات ... و اتضاح الادراك الجامع للمخرج و تراكمه من خلال الاستعانة " بدارالفنان" التشكلي "محمد الحراق " التي تعكس ريشته جمالية ذوقه الرفيع سواء من حيث الاشراف على السينوغرافيا أو كسر التحولات الزمنية في العرض ببراعة دقيقة بطريقة ذكية و عبقرية في الاضاءة المواكبة للتعاقب من خلال فرض أسلوب _المخرج_ لعناصر أخرى مثل الجدران المتكسرة و الأحذية العتيقة التي أرادها كمشاهد للمأسوية مع شجرة منسدلة تأخذ الحيز الجانبي الأيمن بدت كسلطة دينية تفرض الموت و الاحياء مدعومة بإضاءة بنفسجية و خضراء وزرقاء وحمراء وسوداء تبلور عوالم الانسان من اشكالية الوجود النفسي المضطرب و المناخ العالمي الممزوج بالدم .

إن حالات التعدد و التكثيف في مسرحية " قميص حمزة " سواء من حيث اشتغال المخرج على مساحات المؤلف و المشخص للمساحتين ، خلق حالة من التجسير للمهام الرسالية المتوخاة من العمل في الواقعية المفقودة المهدورة بعالم العبث و الفوضى و الرمزية في الاغتراب و فقدان البوصلة و المتاهات اللامتناهية و الرمادية ... بتوظيف العرض في صورة مشبعة بالدلالات السيمولوجية أغنته من خيال محسوس وتجانس ... تجعل العقل على حافية الهاوية و الجنون لتأسيس عناصر الجمال في واقع بائس .

سيارات ترسل أشخاصا إلى المستعجلات
سيارات ترسل أشخاصا إلى المستعجلات...
مراكش على صفيح ساخن في المواد الغدائبة
مراكش على صفيح ساخن في المواد الغدائبة...
انتحار استاذ متقاعد
انتحار استاذ متقاعد...
نصابة في قبضة الأمن
نصابة في قبضة الأمن...
عبد اللطيف الجعيدي رئيسا للفضاء الاقليمي للجمعيات التنموية بالحوز
عبد اللطيف الجعيدي رئيسا للفضاء الاقليمي للجمعيات التنموية بالحوز...
مدير الأكاديمية يتفقد انطلاق اختبارات امتحانات الباكالوريا
مدير الأكاديمية يتفقد انطلاق اختبارات امتحانات الباكالوريا ...
ضبط حافلتين محملتين بفضلات الدجاج
ضبط حافلتين محملتين بفضلات الدجاج...
العثور على جثة عظام بشرية بجماعة تسلطانت بمراكش
العثور على جثة عظام بشرية بجماعة تسلطانت بمراكش...
من نحن الدولية للاعلام
من نحن الدولية للاعلام
من نحن الدولية للاعلام
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
ديكتاتورية وقمع نظام الجنرالات للشعب الجزائري
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
كلام في الصميم من جزائري حول الصحراء
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
اتفاق شراكة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي يكلفها خسارة 4.5 مليار
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
نسأل أم نصمت؟
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
تحقيق أممي في الاختفاءات القسرية بالجزائر
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
أين يكمن الفشل والنجاح في حُكومة جراد
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
الجزائر قادرة على تدمير المغرب خلال عشر ساعات فقط
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
حالة من القلق تسود اوساط الحكم في الجزائر
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
اذاعة الدولية
ام لينة
ام لينة
ام لينة
خارج على القانون
خارج على القانون
خارج على القانون
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
شعب الجزائر في جهنم حمراء
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
الدولية للاعلام
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر
ممثل الماسونية بالجزائر




Site ralis par sjsm.ma