انتزع  فريق   الترجي التونسي فوزًا مستحقا خارج قواعده على حساب فريق الرجاء الرياضي (2/0)  في أول جولة  المجوعة الرابعة، لدور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا نسخة 2020 ، والتي احتضنها ملعب  المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء مساء يوم السبت 29 نونبر 2019.

 مع بداية المقابلة  وفي الدقيقة 3 ضيع محسن متولي هدفا محققا ، ليرد الفريق الضيف عبر أنيس البدري في الدقيقة 7 بهدف جميل يتحمل فيه الظهير الايسر فابريس نكا مسؤولية كبيرة لكون كان شاردا ذهنيا، ليضيف بعد  ذلك بــ 7 دقائق نجم  المباراة بامتياز إبراهيما واتارا الهدف الثاني بعد أن أحسن استقبال تمريرة أرضية للاعب أنيس البدري الذي تخلص و للمرة الثانية من حراسة فابريس نكا، وهو الهدف الذي  أعطى لأصدقاء الحارس معز بن شريفة الثقة بالنفس، لفرض سيطرتهم الميدانية انطلاقا من وسط الميدان في ظل غياب وسط ميدان قادرا على تكسير الحملات المرتدة للترجي، الذي نجح بشكل كبير في تطبيق الخطة التكتيكية 1-4-5  التي رسمها المدرب التونسي معين الشعباني ، و مستغلا تغراث دفاعية و المتكررة لمحور الدفاع الرجاوي ،والتي ساهمت بشكل وافر في تلقي الفريق هدفين مبكرين حسما نتيجة المباراة في ربع ساعتها الأولى . 

وحاول فريق  الرجاء ممارسة ضغط متواصل على فريق الترجي التونسي ،خصوصًا من الجهة اليمنى عبر العميد  محسن متولي ،والذي مرر كرات نصف هوائية ، نحو منطقة الجزاء  لكن دون جدوى ،حيث وجدت أمامها دفاعا صلبا و متماسكا و حارسا يقظا . 

و في الدقيقة 18 ،تلقى الرجاء ضربة قوية  بخروج بدر بانون نتيجة تعرضه للإصابة، و عوضه لاعب وسط الميدان زكرياء الوردي، وليتحول عبد الرحيم شاكر كمدافع في محور الدفاع. 

 و أما هذا التغيير الاضطراري ،وجد الرجاء صعوبة كبيرة في اختراق دفاع الترجي  للوصول إلى مرمى الحارس  والعميد بن شريفية، بينما  ظل فريق الترجي التونسي متماسكا ومنضبطا تكتيكيا، و وفيا لأسلوب لعبه المعتمد على الحملات المرتدة والسريعة عبر الأطراف و التي شكلت خطورة على مرنى الحارس أنس الزنيتي ،و قد كاد اللاعب ونسو أن يباغت الحارس أنس الزنيتي من تسديدة قوية، من خارج منطقة الجزاء ، لكن تسديدته مرت  فوق العارضة الأفقية للمرمى..

وقبل أن يعلن الحكم الجنوب الأفريقي فيكتور نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، توغل حميد الحداد في منطقة الجزاء من الجهة اليمنى للحارس التونسي، ومرر كرة أرضية اصطدمت برجل اللاعب الدربالي في اتجاه المرمى، غير أن الحارس معز بن شريفية أبعدها عن الهدف ، ثم تلتها محاولة أخرى من متولي عن طريق التسديد  بدون جدى. 

وفي الشوط  الشوط الثاني،  ضغط فريق الرجاء  لتقليص فارق الهدفين ، لكن وجدت كل محاولاته دفاعا متماسكا و يقظا  أمام تحركات مهاجميه ، والذين سهلوا شيئا ما مهمة الفريق التونسي باعتمادهم على التمريرات الطويلة و العالية في اتجاه رأس المهاجم بين ملانكو، والذي ضربت علية حراسة مشددا في منطقة الجزاء .

وأمام التكتل و النهج التكتيكي الدفاعي لفريق الترجي التونسي ،حاول فريق الرجاء الاعتماد على الكرات التابثة ،كانت أخطرها في الدقيقة 51، من تسديدة للاعب عبد الرحيم شاكير،  فتدخل الحارس معز بن شريفية بتألق وحولها إلى ضربة زاوية ..

وفي الدقيقة 55 أحدث  المدرب  جمال السلامي تغييرا ثانيا ، بإقحامه سفيان رحيمي بديلا  للاعب أيوب ناناح . 

بينما استمر فريق الترجي التونسي على نفس منوال الشوط الأول ،وهدد المهاجم أنيس البدري  مرمى الحارس الزنيتي من جديد، عندما استقبل بشكل جيد  تمريرة  أرضية للاعب إلياس الشتي ،ثم  سدد تسديدة صاروخية ارتطمت بالقائم الأفقي لمرمى الحارس الزنيتي في الدقيقة 58  .

وفي الدقيقة 68 ،قام المدرب معين الشعباني بإخراج نجم المباراة ابرهيما تراوي المصاب ،وأدخل مكانه ياسين الخنيسي.

وفي الدقيقة 71 ،قام المدرب جمال السلامي بإدخال أنس جبرون مكان بين ملانكو، الذي ضربت عليه حراسة مشددة طيلة 70 دقيقة ،عسى أن يجد طريقا نحو مرمى الحارس بن شريفة .

وسجل فريق  الرجاء هدفا في الدقيقة 72 عبر الليبي سند الورفلي، غير أن الحكم المساعد الأول رفع رايته معلنا  حالة شرود احتج عليها فريق الرجاء ولإسكات لاعبيه أشهر حكم الوسط الورقة الصفراء في وجه زكريا الوردي ، ورغم ذلك استمر فريق الرجاء في  ضغطه المتواصل خلال ربع ساعة الأخيرة، وحاول بلوغ مرمى الحارس معتز بنشريفة لكن غابت الفعالية عن مهاجميه، لينهي الحكم الجنوب الأفريقي المباراة بعد أن أضاف 4 دقائق  بدل الوقت الضائع. 

وفي الندوة الصحافية عقب نهاية المباراة ،هنأ المدرب جمال السلامي فريق الترجي على الفوز ،كما هنأ لاعبيه على ما قدموه رغم الهزيمة ،وأضاف أن نقطة التحول في المباراة هو أن فريق الرجاء حاول ممارسة ضغطا عاليا على لاعبي فريق الترجي  ،وهو الشيء الذي لم يكن مقررا ،لأننا نعرف أن لديهم لاعبين ذوي تجربة، و سريعين في الحملات المرتدة ،و بالتالي ارتكبنا أخطاء أمام فريق فاز بالنسختين الأخيرتين لكأس دوري ابطال أفريقيا .

وتابع ، يمكننا أن نتدارك في المباريات الخمسة الباقية ،كما أن خروج بدر بانون في وقت مبكر، جعلنا نغير مكان عبد الرحيم شاكير من وسط الميدان إلى مدافع في محور الدفاع ،وأدخلنا زكرياء الوردي في وسط الميدان الذي قد قام بما طلب منه .  

وأضاف أنه اضطر إلى إدخال الظهير الأيمن عبد الإله مذكور كلاعب رسمي ،ولم يكن بإمكانه تعويض الظهير الأيسر فابريس نكا .

وختم تصريحه بتقديم اعتذاره لجمهور الرجاء على هذه الهزيمة .

من جانبه أكد معين الشعباني، مدرب الترجي التونسي، أنه  لعب أمام فريق كبيرمن حجم الرجاء ،والذي سبق أن انهزم أمامه في مباراة السوبر الأفريقي ، لقد شاهدنا و عاينا مباراة الرجاء الأخيرة أمام الوداد الرياضي و التي عرفت قبول الرجاء 4 أهداف .

وتابع لقد ركزنا على التغراث الدفاعية للرجاء ،وعرفنا كيف نستغلها بشكل جيد، وقد قمنا بتغييرات في الشوط الثاني لامتلاك المساحات الفارغة انطلاق من وسط الميدان ،ولعبنا بنهج تكتيكي يستوعبه بشكل جيد اللاعبين ،وكان لحضورنا الذهني في المباراة  أثره الإيجابي على نتيجة اللقاء .

و  بعد نهاية المباراة اتجه لاعبو  الرجاء الرياضي و الترجي التونسي ا نحو جماهير "المكانة "لتحيتهم ، و رد عليهم الجمهور الرجاوي بالتصفيق .