الثلاثاء 17 - 03 - 2020
الدولية للإعلام : مصطفى أشكيريد
سجلت مدينة العيون تجاوبا كبيرا مع الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الدولة للتصدي لانتشار فيروس كورونا "گوفيد 19"، والتي شملت إغلاق المقاهي، والمطاعم، والقاعات السينمائية، والمسارح، وقاعات الحفلات، والأندية والقاعات الرياضية، والحمامات، وقاعات الألعاب وملاعب القرب، في وجه العموم، بالإضافة إلى تعليق صلاة الجماعة في المساجد، وذلك في عموم أنحاء المملكة.
فمنذ الساعات الأولى لدخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ، كان تجاوب ساكنة مدينة العيون كبيرا معها، إذ بدت الشوارع الرئيسية والمقاهي والساحات العمومية وفضاءات الترفيه شبه خالية من المواطنين، وهو ما عكس الحس العالي بالمسؤولية الذي تتحلى به الساكنة، ووعيها بخطورة الوضع، وأهمية الإنضباط لكل الإجراءات المتخذة لتطويق هذا الفيروس، وإدراكها للمخاطر التي يمكن أن تنجر عن عدم التجاوب مع هذه التدابير، ورفض الإنضباط لهذه القرارات والإجراءات الإحترازية.
وكان نشطاء وسائل التواصل الإجتماعي من أبناء المدينة، قد دشنوا وسما بعنوان "أگعد فبلدك"، وذلك من أجل توعية المواطنين بأهمية البقاء في منازلهم، إيمانا بأهمية السلوكيات الفردية في المجتمع، وأن الفرد هو أساس نجاح أي خطة للتصدي لهذا الفيروس، بالتجاوب مع قرارات الجهات الرسمية، واتباع الإجراءات الوقائية، وهي الحملة التي لاقت صدى إيجابيا وتجاوبا تم رصده من خلال عديد التعليقات التي أكدت على الإلتزام بالمكوث في المنازل، والتعامل بشكل جدي مع هذا الوضع الطارئ، معربة في الآن ذاته عن مباركتها للقرارات المتخذة من قبل الدولة، ومنوهة بالإجراءات والتدابير التي باشرها القائمون على تدبير الشأن المحلي بالمدينة، وهو ما يعكس تفاعل ساكنة المدينة الكبيرة واستجابتها الفورية لكل ما فيه خير المدينة وسلامتها.
كما أظهرت هذه الأزمة الوعي الكبير بالمسؤولية الذي يتحلى بها القائمون على تدبير الشأن المحلي للمدينة، من خلال مجلسها الجماعي الذي سارع منذ الوهلة الأولى الى اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية للحد من انتشار الوباء والعمل على تطويقه، من خلال حملة تعقيم شملت مختلف المرافق والمؤسسات الإدارية التي لها تماس مباشر مع المواطنين ومصالحهم، وكذا الأماكن والفضاءات العامة التي يرتادونها، والتي لازالت مستمرة إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
هذه الإجراءات وغيرها والتي تمت بتنسيق تام مع السلطات المحلية، وبتوجيهات مباشرة من رئيس المجلس الجماعي مولاي حمدي ولد الرشيد، والتي جند لها المجلس الجماعي كل الإمكانيات والموارد البشرية واللوجستيكية وفقا لمعايير طبية دقيقة، صاحبتها حملات توعوية وتثقيفية مكثفة في الميادين والشوارع وداخل المؤسسات الإدارية والخدمية للتعريف بهذا الوباء، والتشديد على ضرورة اتخاذ أقصى درجات الوقاية منه، وفقا للإجراءات الصحية المتبعة في هذا الخصوص، واتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة عن المصالح المختصة.
السلطات المحلية بالمدينة من جهتها، ومنذ بدء الأزمة، سارعت الى عقد اجتماعات طارئة برئاسة والي الجهة عبد السلام بيكرات بهدف بحث التدابير والإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا الوضع، حيث قامت في هذا الإطار باتخاذ الخطوات الكفيلة بضمان حماية الأمن الغذائي للساكنة، ومحاربة كل أشكال المضاربات والإحتكار، من خلال مراقبة الأسواق، والتصدي لأي محاولة لاستغلال هذه الأزمة للإحتكار والتلاعب بالأسعار، حرصا على ضمان توفير المواد الإستهلاكية الأساسية بهذه الأسواق، كل ذلك من أجل أن تبقى مدينة العيون آمنة مطمئنة مزدهرة وخالية من فيروس كورونا وكل الأوبئة.
حفظ الله مدينة العيون وساكنتها.