بقلم ابنينو فؤاد
الثلاثاء 31/03/2020
بما أتاحت لنا جائحة كورونا - رغم هولها وفظاعتها-التعرف على معدن الناس وإدراك مدى جشع وطمع بل حقارة ودناءة البعض منهم، واستغلالعم الأزمات لمراكمة الثروات والاغتناء والاستغناء ولو على حساب مآسي الآخرين ومعاناتهم.. آخر هؤلاء الطامعين الجشعين بل أولهم أرباب المدارس الخاصة الذين يفاجؤوننا كل يوم بعبقرياتهم المتفتقة والتي لا تتوانى عن إبداع صيغ استغلالية جديدة ضاربة في جذور الحقارة تنم عن أنانيتهم التي تقتات على جثت الآخرين ومعاناتهم.. فبعد رسالة الاستجداء الطامعة في صندوق كورونا التضامني التي يستحيي حتى الفقراء المعدمون توجيهها في أوج الأزمة التي تقتضي تكافل الجميع.. وبعد قراراتهم الرعناء بعدم أداء أجور الأساتذة والعاملين بمؤسساتهم وفي أحسن الأحوال تقليصها إلى النصف أو أقل.. هاهم يبدعون مرة أخرى ويحققون براءة اختراع صيغة مستجدة - كما هو حال فيروس كورونا - بتوجيه رسائل تهديدية وبنبرة متعالية إلى الآباء والأمهات من أجل أداء مستحقات شهر أبريل كاملة وإلا سوف وسوف وسوف... لا يمكننا أمام هذه الوضعية إلا أن نتساءل بكثير من المرارة والإحساس بالغبن : ألم يئن الأوان لمراجعة منظومة التعليم الخصوصي بالمغرب جملة وتفصيلا ؟ ألم يكف هذه المدارس وأربابها أنها قضت على المدرسة العمومية واستنزفت مواردها البشرية وأفقرت مردوديتها بتواطؤ سافر للأسف الشديد؟ أليس من الجبن والدناءة استغلال لحظات ضعف الناس لفرض شروط تعجيزية ظالمة في حق الآباء والأبناء والمدرسين على حد سواء؟ أليس هناك قوة في هذا الوطن العزيز قادرة على ردع هذا اللوبي الآخذ في التغلغل والاتساع؟ ألم يحن الوقت لأن تراجع الدولة حزمة الامتيازات التي يستفيد منها هؤلاء دون موجب حق؟ وأخيرا نوجه رسالة تحذير لهذه الفئة ونقول بصوت صداح : إن ترهيب الأسر المغربية واستغلال جائحة كورونا لتطبيق جائحة المدارس الخصوصية خط أحمر.. كفى من المتاجرة الرخيصة في مستقبل أبنائنا وكفى استنزافا لجيوبنا بقرارات متسلطة ظالمة متغطرسة.. وندعو هذه الشرذمة لتحمل مسؤوليتها في هذه اللحظة التاريخية التي يمر منها العالم.. فأمثال هؤلاء مصيرهم مزبلة التاريخ