الدولية للاعلام
الخميس 19/01/2017
1420 اسماً تضمنها حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الصادر في 31 صفحة، في أحدث قائمة وأكبرها لأسماء المدرجين على قوائم الإرهاب في مصر، حوت قادة جماعة «الإخوان المسلمين» بدءاً من المرشد العام محمد بديع مروراً بجميع نوابه والرئيس السابق محمد مرسي ومستشاريه ورجال أعمال كبار وصولاً إلى أعضاء ليس معروفاً موقعهم في الجماعة. كل هؤلاء لم يلتفت المصريون إلى القرار الصادر في شأنهم على خطورته وتبعاته القانونية، فقط لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة الذي استحق إدراج اسمه على قائمة الإرهابيين، توقف عنده المصريون واستغربوا، إلى حد الاستنكار لدى بعضهم.
الحكم الذي صدر بطلب من النائب العام المصري سيترتب عليه، في حال تأييده من محكمة النقض، إدراج الأسماء الواردة في القائمة على قوائم المنع من السفر أو قوائم ترقّب الوصول، وستُدار أموالهم من لجنة قضائية مُختصة بإدارة أموال جماعة «الإخوان».
وقالت المحكمة إن النيابة العامة قدّمت أدلة تستوجب الموافقة على طلبها، من بينها استخدام أموال شخصيات في القائمة لتمويل نشاطات الجماعة المُصنّفة إرهابية. وعلى الأرجح لن يعود أبو تريكة إلى بلاده قبل تسوية وضعه القانوني، علماً أن إدراجه في قائمة الإرهاب مُحدد بمدة 3 سنوات. وزخرت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مستنكرة القرار، كما استغربه إعلاميون موالون.
أبو تريكة الذي عُد واحداً من أبرز لاعبي كرة القدم في مصر طوال تاريخ اللعبة الأكثر شعبية، وظل مُلهماً لصبية طالما هتفوا باسمه في الملاعب، ليس مستساغاً في عقول محبيه أن يتحول إرهابياً، وهو من لُقّب بـ «أمير القلوب» بعدما حصدت أهدافه البطولات والكؤوس على مدى سنوات لفريق «الأهلي» ومنتخب بلاده، فأسعد قلوب جماهير «الساحرة المستديرة»، وسحر أعينهم بأدائه، فبات «الماجيكو».
جماهيرية «أبو تريكة» ظاهرة في رفع صوره في أي تجمع كروي لمشجعي «الأهلي»، وفي كثير من الـ «غرافيتي» الذي طُمست غالبيته بعدما انتشر على أسوار بنايات في القاهرة وعواصم محافظات أخرى بعد تعقّبه قضائياً لشبهة انتمائه إلى «الإخوان»، وفي التكريمات التي يتلقاها على المستوى الإقليمي والدولي.
عُرف عنه التدين، واشتهر وسط زملائه بحسن الخُلق، ونال محبة واسعة بعدما كشف عن قميص ارتداه في مباراة بين منتخبي مصر والسودان في العام 2008، وكُتب عليه «تعاطفاً مع غزة»، وكان الحصار اشتد على القطاع. وازدادت محبته في قلوب الشباب من مشجعي النادي «الأهلي» لموقفه الصلب من حادث مقتل 72 من مشجعي الفريق في اشتباكات مع جمهور النادي «المصري» في استاد بورسعيد في شباط (فبراير) من العام 2012.
عبّر أبو تريكة عن دعمه مرسي في انتخابات الرئاسة في العام 2012، ولم تفوّت جماعة «الإخوان» الفرصة، وسعت إلى الإفادة من شعبية اللاعب الأشهر والأحب إلى قلوب الجماهير، فروّجت لهذا الدعم العلني على أوسع نطاق، فيما كان المجتمع المصري مستقطَباً إلى حدّ الانقسام.
توارى «الماجيكو» بعدما اعتزل كرة القدم في نهاية العام 2013، وبعد نحو عام ونصف العام صدر قرار بالتحفظ على أمواله باعتباره ممولاً لجماعة «الإخوان»، وهي تهمة أنكرها، ونال حينها مقداراً وافياً من الدعم والمساندة من زملائه وجمهوره.